الفنان علاء اللقطة لموقع “أخبار الغد”: رسام الكاريكاتير صاحب رسالة وقضية
خاص بموقع أخبار الغد –——
عشق الرسم منذ صغره، ولدت موهبته من رحم الألم والمعاناة، ابن مخيم الشاطئ،
يعبر عما يجيش بداخله من خلال رسوماته التي أصبحت فنا رادعا للظلم والاستبداد،
إنه رسام الكاريكاتير المبدع علاء اللقطة
يعتبر علاء عبد المجيد موسى اللقطة من أبرز الفنانين في الشرق الأوسط، حيث اشتهر بريشته القوية ورسوماته الوطنية التي تعكس الواقع الذي يعيشه الشعب الفلسطيني خاصة والشعوب العربية عامة، مناضلا بطريقته الفنية التي حيث يتفاعل مع لوحاته الملايين، التقاه موقع أخبار الغد فكان الحوار التالي:
حوار .. نادر فتوح
مرحبا بك د. علاء، وأبدأ الحديث معك اليوم حول دور فن الكاريكاتير في صناعة الوعي وتسليط الضوء على قضايا الأمة.
كيف ترى أن دورك كرسام كاريكاتير يسهم في هذا السياق؟
بداية أشكركم على إتاحة هذه الفرصة
رسام الكاريكاتير يمتلك أداة مهمة في تشكيل الوعي وربط الأمة بقضاياها ، فهو من النخبة المفكرة والمؤثرة في المجتمع ، وإن صح التعبير يمكن تسميتهم “القادة الطوعيون للأمة” إذ تتبعهم الجماهير طوعا لما يحملوه من رسالة وطنية صادقة تعبر عن قطاعات الشعوب المختلفة
هل تعتقد أن الكاريكاتير يستطيع تسليط الضوء على قضايا الأمة وجعلها أكثر وعيًا؟!
الكاريكاتير فن بصري يجمع بين جمال الصورة وعمق المعنى ، لذلك يحظى بشعبية واسعة ، حيث يتناول القضايا من منظور ساخر ساحر ، قد يُضحك تارة ويُبكي تارة أخرى ، لا يحتاج إلى مجهود كبير في القراءة والتحليل ، بل إنه يختزل الأحداث بكل تعقيداتها وتشابكها في خطوط بسيطة قد تكون صامتة لكنها تغني عن مئات الكلمات وعشرات المقالات
ما هي القضايا التي تهمك كرسام كاريكاتير فلسطيني؟
القضايا التي تشغل بال الناس ، وتعبر عما يجول في خاطرهم ، فرسام الكاريكاتير هو صوت من لا صوت له ، هو يعبر عن الطبقات الدنيا من المجتمع ، الطبقات المطحونة والمهمشة ، دوري هو رفع مظلمتهم إلى الأسطح العليا ليراها الناس ويتفاعلوا معها ، دوري هو تعرية المحتل والظالم والفاسد وإزالة الهالة التي نسجها حوله من خلال جعله أضحوكة أمام الناس وكشف زيفه وضعفه وارتباكه
ما هي أكبر التحديات التي تواجهك كرسام كاريكاتير في التعبير عن هموم الأمة؟
التضييق والملاحقة ومحاولات الاغتيال المعنوي لكتم صوته ومحاصرته إعلاميا وماديا ليرفع الراية البيضاء ، لكن صاحب الرسالة والمبدأ لا يحجبه عن قول الحقيقة حاجب ، بل يزداد قناعة وإصرارا على الحق وإيمانا بأن ما يقوم به دور عظيم أرّق الظالم وأقض مضجعه
هل لديك أمثلة على كيفية تأثير رسومك الكاريكاتيرية في الرأي العام أو في تغيير السلوكيات؟
الأمثلة كثيرة منها على سبيل المثال أن الصحافة العبرية تتابع الرسوم الكاريكاتورية وتتناولها بالتعليق والتحليل بل إن الناطق الرسمي باسم جيش الاحتلال خصني بتغريدة في عام ٢٠١٧ يحذرني فيها من الاستمرار في تحريض الناس على الاحتلال.
كذلك هنالك الكثير من أعمالي تم تناولها من قبل الباحثين في الدراسات العليا كرسائل الماجيستير والدكتوراة في جامعات عريقة.
وهناك مؤلفات ومقالات تناولت أعمالي عدا عن التفاعل اليومي في وسائل التواصل الاجتماعي ، واستطعت من خلال هذا أن أصنع جمهورا ذواقا شغوفا تواقا لمتابعة فن الكاريكاتير.
كيف ترى تأثير رسوم الكاريكاتير على الثقافة الفلسطينية والعربية بشكل عام؟
يكاد يكون فن الكاريكاتير هو الفن الأوفر حظا في تشكيل الثقافة الفلسطينية والعربية ، فهو فن الفكر قبل الرسم ، وهو ينهل من موروثنا الثقافي الأصيل ويخرجه في شكل لوحة عميقة مستقاة من عبق تاريخنا وحاضرنا ولغتنا وعاداتنا العربية الأصيلة التي نعتز بها ، ولذلك كان أثره الثقافي كبيرا ، فهو يرتقي بالذوق العام وينمي الحس والمشاعر ويصنع أمة ذات حضارة وثقافة ووعي في كافة المجالات
ما هو الدور الذي تلعبه كرسام كاريكاتير في المجتمع بشكل عام؟
رسام الكاريكاتير هو ابن بيئته ، يعيش بين الناس ، يشعر بآلامهم وآمالهم ، هو ليس سياسيا يقطن برجا عاجيا ، بل هو الناطق الأصدق باسمهم وهو لسان الصدق الذي يعبر عن أحوالهم ، فكلما كان قريبا من مجتمعه المحلي كلما جاءت لوحاته أكثر تعبيرا وصدقا.
أتاحت لنا وسائل التواصل الاجتماعي فرصة التلاقي مع الجمهور فأصبح يتلقى ردود أفعالهم بشكل آني مما جهله عالما بالمزاج العام للجمهور وبالتالي ملك مفاتيح الوصول إلى طرق تفكيرهم وبالتالي التأثير فيهم أكثر
كيف ترى أن يمكن للرسامين والفنانين أن يتفاعلوا مع الجمهور بشكل أفضل لتعزيز الوعي وتسليط الضوء على القضايا المهمة؟
التواضع والقرب من الجمهور وأخذ آرائهم على محمل الجد والاهمام بها والصبر على الانتقاد هي أسرار النجاح لأصحاب المحتوى الفكري والثقافي والفني.
وبدونها ينعزل المثقف المؤثر عن الناس ويصبح كالسياسي المترهل في دولنا النامية منبوذا لا يحمل هما ولا يمثل إلا نفسه