مصباح العلي : روسيا موجودة في عمق العالم العربي
تاريخياً لا تتدخل بشكل مباشر في قضايا العرب واهتمامات الصين بشكل أساسي هي في المشاريع الاقتصادية وفي كيفية الاستثمار وهي ليست بعيدة عن ما يجري من خطط لتطوير الاقتصاد في العالم وتحديداً في محيط الشرق الأوسط أو شواطئ الشرق الأوسط كعامل حيوي وأساسي بالنسبة لها، وما يجمع العالم العربي بالصين هنالك النقل البري وهنالك استعادة طريق الحرير وهنالك المشاريع الكبرى خصوصاً وأن الصين برهنت في الآونة الأخيرة عن قدرات صناعية هائلة تحديداً في ميادين صناعة السيارات أو في ميادين توليد الكهرباء هذا المنطلق الاقتصادي يؤدي حكماً إلى القول بأن الصين تفكر بشكل أو بآخر بالمصالح الاقتصادية.
أما روسيا فلها شأن آخر، روسيا شريكة أساسية في المنطقة بمعنى آخر هي موجودة في سورية وهي موجودة غير مباشرة في عمق العالم العربي منذ أيام الاتحاد السوفييتي وشعار حلم المياه الدافئة وشريكة في هذا القرار ويوجد اتصالات ويوجد متابعة وهنالك بعض المعلومات تتحدث بأن هنالك تحديداً نائب أو الموفد الرئاسي ألكسندر بوغدانوف يتابع الاتصالات مع مختلف الأطراف سواء الإسرائيلية أو الفلسطينية عبر السلطة الفلسطينية أو حتى عبر حركة حماس نظراً للمكانة التي تتمتع بها بلاده على صعيد غزة ولكن هل هناك مبادرة روسية واضحة المعالم لم يتضح حتى الآن وجود مبادرة بقدر متابعة الاتصالات الجارية بين مختلف الأطراف ولكن كما أشرت في البداية إذا كان لتركيا دور وللسعودية دور وإذا كان لقطر دور ولإيران دور فمما لا شك فيه سيكون هناك دور ودور محوري لروسيا في إبرام أي تسوية أو اتفاق سياسي يتعلق بالمنطقة.
في حال اتساع الحرب هل سيكون هناك مساندة روسية وصينية؟
قبل الإجابة عن هذا السؤال دعونا نسأل ما هو موقف الإدارة الأميركية التي تقوم بتغطية قرارات حكومة بنيامين نتنياهو في موضوع الحرب، هنالك رأي أو انطباع بأن الإدارة الأميركية تحاول كبح جماح حكومة نتنياهو في موضوع الاستهدافات العمياء التي حصلت في المراحل الأخيرة وتحديداً قصف القنصلية الإيرانية في دمشق ولكن هل قادرة الإدارة الأميركية على ضبط أو لجم حكومة نتنياهو من توسيع الحرب هناك شكوك كثيرة حول إمكانية تحقيق هذا الأمر وكما أشرت سابقاً قد تقدم إسرائيل على خطوات دون وضع الإدارة الأميركية باعتبار أن اللوبي الصهيوني فاعل في داخل الإدارة الأميركية والكونغرس وسائر المؤسسات صاحبة القرار في أميركا ولا نذيع سراً بأنّ هنالك اعتقاد موروث عند العقل الصهيوني بأنه هو من يدير الإدارة الأميركية وليست الإدارة الأميركية من يدير شؤون إسرائيل فلذلك هل سيكون هنالك مساندة روسية أو صينية أعتقد أن إسرائيل دون تغطية من الإدارة الأميركية سيكون هناك إعادة خلط للأوراق في المنطقة ولا يمكن التنبؤ بشكل المنطقة إذا أقدمت إسرائيل على توسيع الحرب لإنه كما أقدمت إيران للرد على استهداف القنصلية لا يمكن إلا أن تشارك في الاستهداف المباشر بوجه إسرائيل إذا رأت بأن حلفائها يتعرضون وخصوصاً حزب الله العمود الفقري للمحور الإيراني في المنطقة يتعرض لهجوم شرس من حكومة نتنياهو
المصدر directmedialb