دشنت جماعة الحوثي يوم السبت الماضي ٢٠-٤-٢٠٢٤ الدورات الصيفية، وخلال التدشين أعلن قائد الحوثيين عبدالملك الحوثي بأن “المراكز الصيفية سوف تملىء أوقات فراغ الأطفال خلال فترة الصيف وسوف تقوم بتعليمهم أفكار متجذرة في الهوية الإيمانية والتي من شأنها تحميهم من الغزو الفكري وتحفزهم على مواجهة أعدائهم وتحررهم من التبعية الغربية.
وأضاف أن الأعداء منزعجون من هذه الدورات الصيفية داعياً أنصاره إلى عدم الإستماع إلى المنتقدين والتأثر منهم !”
أن في ظاهر هذه الدورات الصيفية بناء جيل واعي مثقف بأمور الدين والعقيدة يستغل أوقات الفراغ في تنمية القدرات والمهارات في مختلف المجالات، مميزاً عن غيره علماً وثقافةً وأدباً؛ إلا أن هنالك جانب وهدف خفي من هذه الدورات، حيث أنتشرت في الأعوام السابقة فيديوهات من المخيمات الصيفية وهي تعلم الأطفال والشباب على كيفية إستخدام عدة أنواع من الأسلحة وأخذهم في جولات على قبور مقاتلين قد شاركوا وقتلوا في جبهات القتال، وأيضاً شوهد الأطفال وهم يرددون شعارات الحوثي ويعلنون الولاء لقائد الجماعة ويتعهدون بمحاربة أعدائهم أمريكا وإسرائيل ودول العدوان المرتبطة بالغرب.
كانت الهدنة المبرمة في إبريل ٢٠٢٢ فرصة للتعبئة في الجبهات وتجنيد المقاتلين بمن فيهم الأطفال والشباب، هذا وبالإضافة إلى أحداث قطاع غزة الأخيرة قد ساهمت وبشكل كبير في تجنيد الشباب والأطفال وخاصةً بعد الغارات الاميركية البريطانية المشتركة التي أتت رداً على هجمات البحر الأحمر، حيث حصل الحوثيين على تأييد محلي كبير مما ساعدهم في تجنيد المزيد من الأطفال والشباب وزجهم في جبهات القتال مستغلين أحداث غزة حيث يوهم الحوثيين المجندين بأنهم سوف يقاتلون في فلسطين وأن حربهم مقدسة ضد اليهود والنصارى ودول العدوان، ولكن في الحقيقة يتم إرسالهم إلى الجبهات الداخلية.
وصرحت نيكو جعفرنيا، باحثة اليمن والبحرين في هيومن رايتس ووتش إن “الحوثيين يستغلون القضية الفلسطينية لتجنيد المزيد من الأطفال من أجل قتالهم الداخلي، وأكدت أنه ينبغي للحوثيين استثمار الموارد في توفير الاحتياجات الأساسية للأطفال في مناطق سيطرتهم، مثل التعليم الجيد والغذاء والمياه، بدل استبدال طفولتهم بواسطة النزاع”.
ورغم توقيع الحوثيين مع الأمم المتحدة على خطة عمل في شهر إبريل ٢٠٢٢ وتعهدهم على إنهاء تجنيد الأطفال واستخدامهم كجنود أو تشويههم وعدم مهاجمة المدارس والمستشفيات، إلا أن جماعة الحوثي لازالت مستمرة في نقض المعاهدات وتجنيد الأطفال والشباب وزجهم في جبهات القتال.
فبحسب التقرير السنوي الصادر في يوليو ٢٠٢٢ للممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة المعنية بالأطفال والنزاع المسلح فرجينيا غامبا أن جميع الجبهات في اليمن تقوم بتجنيد الأطفال، حيث يتعرضون للاختطاف والإخفاء القسري والاغتصاب وغيره من أشكال العنف الجسدي، ويعمل الأطفال والشباب المجندين في التجسس وزراعة الالغام وفي نقاط التفتيش، وأشار التقرير أيضاً إلى عدم معرفة الرقم الحقيقي لعدد الأطفال المجندين.
يعمد الحوثيون إلى الضغط على عائلات الأطفال ومساومتهم للحصول على السلال الغذائية التي تقوم بتوزيعها المنظمات الدولية مقابل إرسال أطفالهم إلى الدورات الصيفية، وإلا سوف يتم حرمانهم من المساعدات الإنسانية.
يستثمر الحوثي ويراهن على أطفال وشباب اليمن فهم وقود الحرب للسنوات القادمة حيث قامت جماعة الحوثي بالتأثير على النشء بدايةً بتغير المناهج الدراسية وإضافة الصور والنصوص الطائفية والتحريض على القتال والمشاركة في الجبهات، حيث تعمل جماعة الحوثي جاهدةً إلى تمزيق النسيج الإجتماعي وبث الفرقة بين أبناء الشعب اليمني.
وآخراً بالمراكز الصيفية حيث أن المراكز الصيفية معسكرات تدريب وتجنيد الأطفال، ومن مخرجاتها دراسة ملازم حسين الحوثي والاستماع إلى الخطابات المتطرفة لعبدالملك الحوثي وحضور دورات تدريبية عسكرية، وزرع العنف الطائفي وكراهية الغير. فبهذا تحولت المراكز الصيفية من تعلم المهارات والقدرات إلى صناعة الموت والزج بالشباب والأطفال لجبهات القتال، فرحلة الموت تبدأ من الدورات الصيفية فكل من شارك من الأطفال والشباب في هذه الدورات لايعودون إلى عائلاتهم وأن عادوا لم يعودوا كالسابق فقد تم غسل أدمغتهم وأفكارهم وزرعت لديهم أيدولوجيا وأفكار طائفية متطرفة وأصبحوا يرددون الانتقام حتى من عائلاتهم والمقربين منهم.
يجب على العائلات و أولياء الأمور توعية أطفالهم من خطر هذه الدورات الصيفية ومنع أطفالهم من الذهاب إليها، فبداية هذه الدورات بحمل القلم وتنتهي بحمل السلاح.