تركيا تتدخل لحل أزمة تبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل
بعد مواقف غامضة لعدة أشهر، قامت تركيا بالتدخل لحل أزمة تبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل. تغيرت لهجة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وأصبحت مواقفه أكثر حدة تجاه إسرائيل.
بينما كان أردوغان يتبنى مواقف صارمة، كانت جهوده الدبلوماسية والأمنية تعمل في عدة اتجاهات مع إيران، قطر، مصر، الإمارات، ولبنان.
وفد حماس، بقيادة إسماعيل هنية وخالد مشعل، زار إسطنبول للقاء أردوغان. الزيارة تركزت على شكر تركيا على دعمها للقضية الفلسطينية وبحث دور تركيا في تبادل الأسرى بالتعاون مع قطر ومصر.
تركيا لديها علاقات جيدة مع الفلسطينيين وإيران وقطر ومصر والإمارات ولبنان. على الرغم من عدم قدرة تركيا على وساطة تبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل، إلا أن علاقاتها تسمح لها بدور أساسي في تعزيز المفاوضات.
وفقًا لمصادر حماس، لم يتم نقل مقر قيادة الحركة من قطر إلى تركيا أو أي مكان آخر. ومع ذلك، هناك محاولات لنقل بعض قادة الحركة من قطر إلى عُمان أو جنوب إفريقيا، ولكن دون نتيجة حتى الآن. تستمر حماس في المفاوضات مع الجزائر بشأن هذه القضية.
تتمتع تركيا بعلاقات جيدة مع الطرفين الفلسطينيين
تتمتع تركيا بعلاقات جيدة مع الطرفين الفلسطينيين “السلطة الفلسطينية وحركة حماس” كما يقول المصدر، إن دور تركيا ليس بديلا عن الوساطة القطرية – المصرية، بل هو دور مساعد ومكمل جاء بناء على طلب أميركي. وفي هذا الإطار زار رئيس الاستخبارات التركية إبراهيم كالن العاصمة الإيرانية طهران والعاصمة الإماراتية أبو ظبي بعيدا عن الإعلام. وهو على تواصل مستمر مع نظيره المصري اللواء عباس كامل والقطري عبدالله الخليفي لتنشيط المحركات التركية في المفاوضات.
وفيما يتعلق بزيارة كالن لبيروت، سيبحث مع قيادة الحزب مفاوضات الأسرى، والأوضاع على الحدود الجنوبية والملف السوري. وتريد واشنطن من أنقرة أن تمارس ضغوطا لتليين مواقف حماس لشق الطريق أمام التوصل لاتفاق بأسرع وقت ممكن.
وتحضر تركيا نسخة جديدة من “أسطول الحرية” لينطلق قريبا من السواحل التركية نحو قطاع غزة بهدف كسر الحصار. وهذا ما تصفه المصادر بأنه ضغط من أنقرة على تل أبيب.
وقبل أيام زار وزير الخارجية التركي ورئيس الاستخبارات الأسبق حقان فيدان العاصمة القطرية الدوحة، حيث بحث ملف تبادل الأسرى والملف السوري. وأدت هذه الاتصالات وزيارة كالن لطهران إلى دخول أنقرة بشكل مباشر وواضح على خط مفاوضات الأسرى. وهذا ما طمأن إيران إلى حد كبير.
تنفي مصادر حماسية ما نقلته صحيفة “وول ستريت جورنال”
تنفي مصادر حماسية ما نقلته صحيفة “وول ستريت جورنال” حول نقل مقر القيادة من الدوحة إلى أنقرة. ولم تحقق الضغوط الأميركية على حماس وإسرائيل أي تقدم في مفاوضات تبادل الأسرى حتى الآن.
وفقًا لمصدر لبناني مطلع على المفاوضات، يُعزى تعقيد المفاوضات إلى عدم وجود أسرى أحياء لدى حماس. ومن جانبها، تقول مصادر حماس إن مصير الأسرى مرتبط بالمفاوضات، وتحث إسرائيل على أن تكون جادة في التحدث إذا كانت ترغب في كشف مصيرهم.
وتؤكد حماس أنها تمتلك قوة كبيرة في المفاوضات، وأنها لا تزال ملتزمة بمطالبها بوقف إطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة وصفقة تبادل الأسرى وعودة النازحين وزيادة المساعدات الإنسانية وإعادة إعمار المناطق المدمرة وحماية المسجد الأقصى.
على الرغم من جهود الوساطة، إلا أن حماس تظل تصر على مطالبها وتنتظر تحقيقها في إطار المفاوضات المستقبلية.