فورين بوليسي: السيسي وبن سلمان.. طموحات النهضة أم جنون عظمة؟
وفقًا لمقال كتبه جان فيرنر مولر، أستاذ السياسة في جامعة برينستون، ونُشر في صحيفة “فورين بوليسي”، فإن مصر والسعودية تقومان ببناء مدينتين جديدتين تحملان رؤية للتنمية الحضرية في البلدين.
تباين الاستراتيجيات الاستبدادية: مصر والسعودية نموذجا
يشير مولر إلى أن هذه المشاريع الضخمة في مصر والسعودية تبرز استراتيجيات مختلفة للأنظمة الاستبدادية في محاولة لدعم الشرعية في القرن الحادي والعشرين.
أكد مولر يقول أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يسعى إلى التحديث وسط تنامي التحديات السياسية والاقتصادية، بينما يتبنى ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، استراتيجية تسويقية متطورة للدولة السعودية في الداخل والخارج.
وبينما تسعى مصر إلى بناء مدن جديدة مثل العلمين الجديدة على ساحل البحر الأبيض المتوسط لجذب السياح وتخفيف الازدحام في القاهرة،فإن السعودية تطمح إلى إنشاء مدينة عمودية متكاملة تحمل اسم “ذي لاين” في إطار مشروع نيوم بقيمة 500 مليار دولار.
تحولات الاستبداد
ويشير مولر إلى أن هذه المشاريع تعكس نهجًا جديدًا للأنظمة الاستبدادية في الترويج لصورة حديثة ومتطورة، وتحاول جذب الاستثمارات وبناء الشرعية. ومع ذلك، يثير النقاش حول مدى جدوى هذه المشاريع ومدى تحقيقها لأهدافها المعلنة.
يعكس هذا النمط الجديد للتنمية الحضرية في مصر والسعودية تحديات وفرصًا عديدة، ويثير تساؤلات حول المستقبل المحتمل لهاتين الدولتين وللمنطقة بشكل عام.
جهود الأنظمة الاستبدادية لتعزيز صورتها وبناء الشرعية
على الرغم من التحديات التي تواجهها، تمثل هذه المشاريع خطوة جديدة في جهود الأنظمة الاستبدادية لتعزيز صورتها وبناء الشرعية في العصر الحديث. ومن المهم مراقبة تطوراتها وتأثيراتها المحتملة على الساحة السياسية والاقتصادية والاجتماعية في المنطقة.
يظهر النموذج الجديد للتنمية الحضرية في مصر والسعودية أن الأنظمة الاستبدادية تسعى جاهدة للتأقلم مع التحولات العالمية وتحديث صورتها، وهو ما يشير إلى تحولات هامة في الطريقة التي يدير بها هذه الأنظمة شؤونها الداخلية والخارجية.