في العصر الحديث، أصبحت الحاجة إلى الطعام أكثر إلحاحًا من الحاجة إلى الثقافة. هذا ما أدركه صديقي وأستاذي، الكاتب والأديب، محمد أمين، رئيس مجلس أمناء جريدة “المصري اليوم”. فقد فاجأني عندما قام بإعطاء بواب العمارة كتبه ومكتبته ليبيعها ويحصل على الطعام الذي يشبع به جوعه.
محمد أمين، الأديب والكاتب، هو الرجل الذي يجسد الأخلاق والإنسانية في آن واحد. حيث أبدى قلقه إزاء الوضع الراهن الذي يعاني فيه الناس من نقص حاد في الموارد الأساسية مثل الطعام. ولكنه لاحظ أيضًا أن الناس باتوا في أمس الحاجة إلى الطعام أكثر من الحاجة إلى الثقافة.
فقد قام الكاتب الراحل عباس العقاد بهذا الفعل من قبل، والآن يقوم محمد أمين بتكراره، مما يجسد روح الإنسانية والتضامن الاجتماعي.
وبفضل أفعالهما، يُظهر كل من عباس العقاد ومحمد أمين تصميمهما على تسليط الضوء على قضايا الجوع والثقافة. في زمننا الحالي، تزداد حاجة الناس للطعام بشكل متزايد على حساب الثقافة. وعندما يتبرعون بكتبهم ومكتباتهم وتحفظهم عندما يبيعونها لبائع الروبابيكيا، يوضحون الفهم العميق لمعاناة الجوع والحاجة القاسية إلى الطعام في مجتمعنا.
وهؤلاء الكُتاب والأدباء يشجعوننا بشكل قوي على التفكير في طرق لتعزيز الوعي الثقافي وتقليل الجوع في مجتمعنا، ويذكروننا بضرورة إعادة التوازن بين الاهتمام بالاحتياجات الأساسية والجوانب الثقافية والفكرية من حياتنا.
ومن خلال تسليط الضوء على هذه الأفعال الخيرية، يُظهر هؤلاء الكُتاب استعدادهم لتقديم التضحيات الشخصية لمصلحة الآخرين، وهو ما يجعلنا نشعر بالإلهام والتحفيز لفعل الخير والمساهمة في تغيير الواقع إلى الأفضل.
أحيي صديقي الكاتب محمد أمين على هذه الكلمات القوية والمؤثرة. وإنها تجسد مدى الأزمة التي نواجهها في مجتمعنا اليوم. فعلاً، يبدو أن الحاجة الملحة إلى الطعام قد تفوقت على الحاجة إلى الثقافة، مما يجعلنا نستوعب حجم المشكلة بشكل مؤثر
وأدعو إلى إيجاد حلول جذرية لتلبية احتياجات الناس وتحسين الوضع الاجتماعي والثقافي في مجتمعنا