السفير رخا أحمد لأخبار الغد : الصورة الواقعية لأحداث الاستعمار الإسرائيلي ووحشيتها تفوق كل ما قرأته عن الاستعمار في وحشيته
السفير رخا أحمد: لا يوجد وسيلة آمنة لأن إسرائيل دولة عنصرية .
في حوار حصري مع السفير “رخا أحمد حسن” عضو المجلس المصري للشئون الخارجية وعضو الجمعية المصرية للأمم المتحدة لموقع أخبار الغد عن أهم الاحداث العالمية في ظل الهجمة الإسرائيلية على قطاع غزة
كيف ترى الوضع في غزة حاليًا؟ وما هي التحديات الكبيرة التى يواجهها السكان هناك؟
الوضع في غزة في غاية السوء نتيجة أن إسرائيل هدفها مثلما قال رئيس وزراء إسرائيل (نتنياهو) فى البداية، أنه سوف يقوم بتحويل قطاع غزة إلى مجموعة من الخرائب، وكما قال وزير الدفاع (غالانت) أنه سوف يقتل هؤلاء الحيوانات البشرية.
ويقومون بتنفيذ ذلك بدقة لغرضين، الأول منهم هو استهداف الأطفال والنساء، ويعتبر هذا الأسلوب الوحشي البدائي وسيلة للتأثير على نمو السكان وزيادتهم.
وكما تم ذكر بعض التعليقات لبعض الأشخاص الإسرائيليين، أن هؤلاء الأطفال قد يصبحون في المستقبل شبابًا قادرين على التسبب في قتلنا.
ويُعد الوضع العام في غزة من أسوأ الأوضاع، وهذا ما أكدته جميع منظمات الأمم المتحدة التي تعمل في هذا المجال، بما في ذلك الأمين العام للأمم المتحدة.
حيث يعاني السكان هناك من نقص حاد في الغذاء، ويقتصر تناول الأغلبية العظمى على وجبة واحدة فقط، كما أن هناك أيضًا نقص في مياه الشرب،
ومنظمة الصحة العالمية تحذر من أن شرب مياه ملوثة يزيد من خطر تهديد حياة المزيد من الأطفال. وبالإضافة إلى ذلك، يعاني السكان من نقص في الدواء ونقص في المعدات الطبية،
بالإضافة إلى المستشفيات التي تتعرض للقصف المباشر بشكل متعمد، ونظرًا لعدم توفر وقود كافٍ، يصعب على الناس الإنتقال من مكان إلى مكان آخر.
كما أن الإسرائيليين في بداية الحرب طلبوا من الفلسطينيين ترك المنطقة الشمالية والتوجه إلى الجنوب، وبالفعل تجاوب بعضهم أو الأغلبية مع ذلك، ثم بعد ذلك طلبوا منهم أن يقوموا بترك المنطقة الوسطى والانتقال إلى الجنوب.
ولكن الآن يتعرضون للاستهداف في المنطقة الجنوبية، مما يشير إلى وجود خطة مدروسة لتهجير الفلسطينيين وتدمير مساكنهم، بهدف منع عودتهم مرة أخرى.
وتلك الصورة الواقعية لأحداث الاستعمار ووحشيتها تفوق ما قرأته عن الاستعمار في وحشيته، لأني لم أقرأ عن فظائع مثل هذا الاستعمار الاستيطاني العنصري البشع الذي ارتکب جميع جرائم الحرب، وجميع الجرائم ضد الإنسانية وضد حقوق الانسان.
ما رأيك في دور المجتمع الدولي في عملية حل مشاكل غزة؟ وما هى الأفكار التي يمكنك أن تشاركها معنا حول الإجراءات التي ينبغي على المجتمع الدولي اتخاذها؟
المجتمع الدولى بأكمله يرى ضرورة وقف القتال، وانهاء الحصار، وتأمين وضمان تدفق مساعدات إنسانية كافية للفلسطينيين من دواء ووقود وغذاء ومياه، والتوقف عن إجبارهم على الهجرة القسرية.
هذا ما يطالب به المجتمع الدولي، وهذا ما رأيناه فى قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة التي وافقت عليه 153 دولة، وامتنعت 23 دولة، و 10 دول فقط هى من اعترضت عليه، وعلى رائسها الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، وهناك ثلاثة دول أعتقد أن 90% من العالم لا يعرفون شئ عنها.
هذا هو المجتمع الدولي، ولكن من المؤسف للغاية أن الولايات المتحدة الأميريكية، وبعض حلفائها من الدول الغربية وخاصة بريطانيا، يقفون في طريق التوصل إلى وقف إطلاق النار.
وبالإضافة إلى ذلك، يدعمون إسرائيل بقوة وبواسطة الأسلحة والذخيرة، مما يسمح لها بمواصلة ارتكاب جرائم مروعة ضد الشعب الفلسطيني، دون أن تحقق أي من الأهداف التي صرحت بها، من قضاء على حماس أو إطلاق سراح الأسرى والمعتقلين.
وهذا يبين لنا أن المجتمع الدولي بأكمله مع الفلسطينيين، أو مع وقف هذه المذبحة، ولكن من المؤسف للغاية أن النظام الدولى المصمم منذ الحرب العالمية الثانية، يعاني من عيب كبير وهو أنه يتيح لدولة واحدة من الدول الخمس الدائمة في مجلس الأمن أن تعرقل إجراءات النظام بأكمله.
ونحن نري أن هناك قرار معروض، وقرار كان متوازنًا جدًا، كان مع أعضاء المجموعة الإسلامية، وقامت بتقديمه الإمارات، ولكن هذا القرار الآن معطل بسبب الولايات المتحدة الأمريكية.
وعلى الرغم من مساهمة المجتمع الدولي في المساعدات الإنسانية، وتحديدًا في معبر رفح، ومعبر أبو سالم (المعبر الإسرائيلي)، إلي أن الإحتلال الإسرائيلي يستمر في اتخاذ إجراءات غير عادية، هدفها الأساسي هو تعطيل وصول هذه المساعدات.
والحقيقة هي أن المجتمع الدولى متجاوب، ولكن الأطراف الضالعة في الحرب، أن الولايات المتحدة تعتبر شريك فعلى في الحرب، وذلك من خلال تقديم المساعدات وفرض الحصار العسكري، ووجود الأساطيل الأمريكية في المنطقة لمنع أي أحد يؤيد المقاومة الفلسطينية.
كيف يمكننا تعزيز التعاون بين الدول لضمان الاستقرار الدائم في المنطقة، خاصة وفى ظل التحديات السياسية والإقتصادية الموجودة؟
مثلما أشارت، يلعب الدور الأمريكي دورًا أساسيًا، لأن الولايات المتحدة الأمريكية هي طرف في الحرب، ويعني ذلك أن الفلسطينيين لا يحاربون إسرائيل فقط.
ولكن إذا بدأ الدور الأمريكي في التراجع وتعديل نفسه، بحيث يقبل وقف القتال على النحو الذي تطلبه المقاومة الفلسطينية، لأنهم الآن لا يشعرون بالاطمئنان للإسرائيليين، لأن إسرائيل أعلنوا بوضوح أنهم سوف يستمرون في الحرب بعد الإنتهاء من تبادل الأسرى والمعتقلين.
ولذلك، تطالب المقاومة الفلسطينية بوقف دائم لإطلاق النار، وإذا تحقق ذلك، فسوف يتمكن المجتمع الدولي من البدء في التفكير في عملية إعادة الإعمار، وسوف تحتاج هذه العملية إلى تمويل بالمليارات، وسوف تستغرق هذه العملية أيضًا وقتًا طويلًا.
حيث تشير بعض الإحصائيات إلى أن 50% أو حتى 70% من المنازل تم تدميرها، بالإضافة إلى تدمير جميع المرافق والخدمات العامة، ويتطلب كل ذلك مساعدات اقتصادية هائلة ومساعدات من المجتمع الدولي بأكمله لإعادة الإعمار.
كيف يمكننا تحقيق التوازن بين الأمان في المنطقة وضمان حقوق السكان في غرة؟
الملاحظ حتى الآن أن كل الأطراف في المنطقة تقوم بعمل ضبط النفس، بمعنى أنه لا يوجد أطراف تدخلت بصورة فعلية مؤثرة فى الحرب لمساعدة المقاومة الفلسطينية، بينما هناك أطراف أخرى تدخلت بقوة و بالسلاح لمساعدة إسرائيل.
ولا يوجد سوى الحوثيين فى اليمن، هم من استطاعوا أن يمنعوا تقريبًا حسب الإحصائيات الإسرائيلية 80% من السفن، والحملات التي كانت تصل إلى ميناء إيلات.
وهذا له تأثير كبير جدًا على إسرائيل واقتصادها، وهي الآن تنفق مبالغ ضخمة على الحرب والتعبئة العامة، وتشهد نقصًا في السياحة والأمان، ونزوحًا لحوالي نصف مليون إسرائيلي من منازلهم في الجنوب والشمال.
وبالتالي، هناك حالة عدم أمان على جميع المستويات، وهناك احتمال لتفاقم الأزمة إذا استمرت إسرائيل في المجازر التي تحدث في غزة.
بالإضافة إلى ذلك، الفلسطينيون لم يعدوا يشعرون بالأمان، ولا يثقون في الجانب الإسرائيلي، حتى إسرائيل نفسها في داخل البلاد تعاني من عدم الأمان والاستقرار، وهناك أعداد كبيرة منهم يفكرون في العودة إلى بلادهم، خاصة المهاجرون الجدد.
لأننا لاحظنا بشكل خاص أن هناك عددًا كبيرًا من الأفراد الأجانب في المستوطنات التي توجد في غزة، ورصدنا تحركاتهم أثناء عبورهم من معبر رفح وكذلك الذين ذهبوا مباشرة إلى إسرائيل.
وبفعل هذه الأوضاع، فإن الأمن والاستقرار في حالة قلق واضطراب، وخاصة بعد تصريح وزير التراث الإسرائيلي بحدوث إمكانية قصف غزة بقنبلة نووية. وهذا يعد تهديدًا نوويًا يجب أن تحاسب وتعاقب عليه إسرائيل،
لأنه إذا لم تُعاقَب إسرائيل على جرائمها، سوف تظل ترتكب هذه الجرائم، وسوف يظل الأمن والاستقرار في المنطقة تحت تهديد هذا الكيان الاستعماري الاستيطاني العنصري.
ما هى التحديات الكبيرة التي يمكن أن تواجه جهود إعادة الإعمار فى غزة،
وكيف يمكننا التغلب على هذه التحديات؟
هناك عدة تحديات تواجه عملية إعادة الإعمار في غزة، التحدي الأول هو التمويل، والتحدي الثاني هو إزالة الركام، والتحدي الثالث يتعلق بعملية البناء ذاتها،
وأما التحدي الرابع والأساسي فهو من سوف يسيطر على غزة، هل سوف تعود السيطرة إلى الفلسطينيين، وبالتالي تبقى عملية إعادة البناء سهلة، أم ستحقق إسرائيل ما تصرّ عليه، وستستمر في السيطرة الأمنية على غزة؟
هذه كلها تحديات لن يتضح الأمر بالنسبة لها إلا بعد أمرين، الأمر الاول وقف تام للقتال، وانسحاب القوات الاسرائيلية كلها من قطاع غزة، والأمر الثاني عقد مؤتمر دولى للمانحين للإنسان فى إعادة الإعمار، وتقدم شركات ومؤسسات دولية لانجاز عملية إعادة الإعمار .
وهناك تحدي أخر حول عملية السلام وهذا التحدي يرتبط بعدة عوامل، الأمر الأول هو من سوف يتولى حكم غزة، الجانب الغربي والولايات المتحدة يرون أن السلطة الفلسطينية المعدلة هي الجهة المناسبة لذلك، ويسعون لتعديلها لقبولها بحكم غزة، ولكن إسرائيل ترفض ذلك بدعوى ضعف السلطة الفلسطينية.
ولكن ماذا عن موقف حماس؟ هناك استطلاع رأى تم إجراؤه في الضفة الغربية وغرة، ومن تم استطلاع آرائهم 80% منهم يؤيدون حماس، وأن حماس إن تقدمت في انتخابات بعد وقف القتال سوف تكون هي الفائزة في هذه الإنتخابات.
وبالنسبة للسلطة الفلسطينية، هل ستوافق على تشكيل حكومة وحدة وطنية أم سوف تختار شخصيات مستقلة مثل تجربة حزب الله في جنوب لبنان، وهي راضية عنها؟
هذا هو أحد الحلول المطروحة ولكن القرار لا يزال قيد النقاش، وجميع هذه القضايا لا تزال مطروحة لحين وقوع تطورات بعد وقف إطلاق النار، وأما بالنسبة لعملية السلام، تبقى قضية حل الدولتين غير ممكنة في ظل الحكومة الإسرائيلية الحالية.
واستطلاعات الرأي في إسرائيل تقول أن التحالف المعسكر (بيني غانتس) يحصل حتى الآن على ما بين 72 إلى 74% من إجمالي مقاعد الكنيست، والتي يبلغ عددها 120 مقعدًا، وهذا الجناح يتكون أساسًا من اليمين المعتدل، الذي لا يلاحظ بقيام دولة اسرائيل يتحدث عن شئ غير الروتين.
ولكن بمفهوم أخر، مفهوم الحكم الذاتي للفلسطينيين،
هناك أقلية من اليسار وبعض الشرائح من اليمين المعتدل تؤيد قيام دولة فلسطينية، ولكنهم أقلية أكبر، وهذا تحدي آخر يحتاج إلى ضغوط من المجتمع الدولي ومن الولايات المتحدة الأمريكية بالذات.
وبالنسبة للرئيس الأمريكي القادم، هل ترامب بالحكم الذي صدر من (كولورادو) بمنع ترشحه يؤكد أنه غير مؤهل وبالتالي يمكن أن تحذو ولايات أخرى حذوها، وهل من المحتمل أن يحقق (ديدين) نجاحًا على الرغم من المشاكل والحروب والتكاليف التي تكبدتها الولايات المتحدة الأمريكية؟ أم أن هناك مرشح آخر سيحل محله؟ كل هذه الأمور لا تزال قيد البحث والتفاوض حتى بعد وقف إطلاق النار.
هل هناك جهود مشتركة بين الدول المجاورة لغزة لمواجهة المشاكل الإنسانية والسياسية؟
نعم، هناك جهود مكثفة لمساعدة قطاع غزة من قبل الدول المختلفة، وتُعد مصر من أكبر المساهمين بنسبة تفوق 60% من المساهمات، بالإضافة إلى الدول العربية، ودول الخليج، والأردن،
حيث قامت الأردن بإنشاء مستشفى ميداني في شمال قطاع غزة بالتعاون مع إسرائيل، وقد قاموا بتقديم الأدوية، وقيل بالأمس أنهم قاموا بفتح ممر لتقديم المعونات الإنسانية لشمال غزة.
بالإضافة إلى المساعدات المادية والإنسانية الضرورية مثل الأغذية والأدوية والمياه والوقود، ويجب أيضًا أن نشير إلى الدعم السياسي الذي حظيت به المنطقة المتضررة،
فقد شهدت مؤتمرات وزراء خارجية الدول العربية وقمة عربية إسلامية تاريخية، حيث حضر قادة من مختلف أنحاء العالم للتشاور مع الدول العربية وإيجاد حلول لوقف هذا الصراع المدمر وكيفية الخروج من هذا الوضع.
وأيضًا جهودهم في المنظمات والمؤتمرات الدولية، خاصة في الأمم المتحدة، تجد تحديًا أمامها بسبب الموقف الأمريكي وتمسكه برأيه، على الرغم من تقديم الدول المتحالفة المساعدة، إلا أنها لا تستطيع تقديم الدعم العسكري بسبب اتفاقيات السلام مع إسرائيل، وهذا يجعل من الصعب تلبية احتياجات المقاومة الفلسطينية.
كيف يمكننا تعزيز حقوق الإنسان والحريات الأساسية في غزة، خاصة فى ظل الظروف الصعبة التى يعيشها السكان هناك؟
لا يوجد وسيلة آمنة لأن إسرائيل دولة عنصرية، وتستخدم العنف ضد الأطفال والنساء، وتدمر المنازل والمستشفيات، بالإضافة إلى المدارس التابعة للأمم المتحدة،
وهذا السلوك بشع للغاية، لأنها تقوم بضرب اللاجئين للمدارس، حيث تستهدف إسرائيل المدارس التابعة للأمم المتحدة وتعلم أنها لا تشكل تهديدًا ولا تحتوي على قادة مقاومة، فهي تخضع لإشراف الأمم المتحدة، ومع ذلك تقوم بتدميرها.
حيث أنها قامت بتدمير أكثر من 100 مدرسة وقامت بقتل أكثر من 90 صحفيًا، وهذا السلوك المدمر يناقض مفهوم حقوق الإنسان في دولة استعمارية عنصرية استيطانية مثل إسرائيل،
ومن الضروري وقف هذه الدولة ومعاقبتها لتجاوزها جميع القوانين باعتبارها دولة استعمارية.
ما هى توقعاتك للمستقبل في غزة؟ وكيف يمكن تحقيق تقدم مستدام؟
مهما طالت الحرب، يتعين أن يتوقف القتال، وسبق لي أن كتبت مقالًا في جريدة الشروق يشير إلى أنه لا يمكن القضاء على حماس، كما أكد (جوزيت بوريل)، المسؤول عن السياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي، أن حماس لیست مجرد مجموعة من الأفراد والقادة،
بل هي فكرة، والفكرة لا يمكن القضاء عليها.
وتتواجد حماس في الضفة الغربية وفي غزة ويجب على المجتمع العربي والدولي أن يتعاملوا معها، حيث تقود حماس سبع منظمات مقاومة أخرى، بما في ذلك المناطق التي كانت تابعة لفتح قبل دمج المقاومة في الضفة الغربية مع الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية.
لذلك، يجب قبول حقيقة أن حماس تسيطر على غزة وستظل تسيطر عليها، أو أن يتم التوافق معها بشكل صريح، وأنا أعتقد أن المفاوضات الحالية تنظر إلى هذا اليوم التالي، وماذا بعد وقف القتال؟ بالنسبة لقطاع غزة، ينبغي أن يتم دمجها في حكم السلطة بالتعاون مع حركة حماس.
حيث أن استبعاد حماس يمكن أن يكون أمرًا صعبًا، وهناك نقطة أخرى هامة وهي كيفية تحقيق حل الدولتين، هل ستتم في إطار الحكومة الإسرائيلية الحالية أم القادمة أو ستبدأ بفكرة مستندة إلى مفاوضات سابقة.
لذلك لا يجب أن نسمح لإسرائيل بالبدء من جديد، وكأنه لم تجري مباحثات منذ اتفاق (اوسلو) في سبتمبر 1993، فهناك 30 سببًا جعلت إسرائيل تتوسع في المستوطنات، والتي تعتبر غير قانونية وفقًا للرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية، وبحكم القانون الدولي، وحكم الاستعمار.
وفيما يتعلق بالأمور السابقة وخاصةً المجتمع العربي، من الضروري أن نعيد النظر فيها، وينبغي أن يتوحد موقف الدول العربية في دعم المقاومة الفلسطينية، بغض النظر عن الاختلافات الموجودة، لأننا قد نختلف مع حماس في رؤيتها وفي تصورها.
ولكنها حركة مقاومة تهدف إلى تحقيق حرية الشعب الفلسطيني وإقامة دولته المستقلة ذات السيادة على حدود 4 يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وهذا هو ما سيحقق الأمن والاستقرار لكلا الجانبين، إسرائيل والدولة الفلسطينية.
هل يمكنك تقديم نظرة عامة حول الجهود الدبلوماسية المستمرة لحل الصراع فى غزة، والتحديات والفرص المتاحة في هذا السياق؟
لعل أبرزها كان اتفاق (أوسلو) الذي بدأ بتفاؤل كبير، حيث عاد (ياسر عرفات) من الخارج إلى الضفة الغربية وبدأت المساعي لإقامة دولة فلسطينية، ومع ذلك، تم إفساد اتفاق (أوسلو) باغتيال (إسحاق رابين) من قبل اليمين الإسرائيلي.
ومع ذلك، لا يزال اتفاق (أوسلو) هو الإتفاق الذي استمر، حيث تأسست السلطة الفلسطينية وتم التعامل الأمني بينها وبين إسرائيل على أساسه، ومع ذلك، لم تلتزم إسرائيل بأي اتفاق.
ثم ظهرت خارطة الطريق في نهاية فترة رئاسة الرئيس الأمريكي السابق (بوش)، ولكنها لم تحقق أي تقدم في سبيل إقامة دولة فلسطينية، بينما كانت إسرائيل مستمرة في توسيع المستوطنات، والاستيلاء علي مناطق من القدس الشرقية.
وبالتالي عندما كان وزير الخارجية السعودي في نيويورك وأعلن الأمريكيون أنهم يريدون حل الدولتين، أجابهم قائلاً: “لنتوقف عن القتال أولاً، ثم نضع خطة تنفيذية واضحة لحل الدولتين”، وهذا هو ما نحتاجه، أن نبني على هذه المفاوضات.
فعلى مدى 30 سنة، منذ عام 1993 وحتى الآن لم تحقق أي مفاوضات تقدمًا، بل على العكس، أدت إلى استيلاء إسرائيل على الأراضي وتدمير المنازل، وقتل الفلسطينيين.
وهي تحتجز حوالي 8000 أسير فلسطيني في السجون بعضهم محكوم عليه بالسجن لمدة 40 سنة، مثل (مروان البرغوثي) وغيره، وذلك فقط لأنهم يدافعون عن دولتهم، ولذلك فإن تجربة السلام مع إسرائيل حتى الآن لم تكن ناجحة ولم تحقق أي أهداف إيجابية للفلسطينيين.
هل لديك رسالة أو رأى تود أن توجهه للعالم بشأن غزة ؟
أرغب في أن أوجه رسالتي إلى حلف الناتو بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، أنه يجب عليهم التوقف عن التعامل بمبدأ “الكيل بمكيالين”، ويجب أن يدركوا أن حقوق الشعب الفلسطيني ومطالبه لا تقل أهمية عن حقوق ومتطلبات شعب إسرائيل بما في ذلك حقهم في الحرية والاستقلال والكرامة.
وأن قرار التقسيم الصادر عن الأمم المتحدة في عام 1947، والمتعلق بإنشاء دولة فلسطينية، تم تطبيق نصفه، ولم يتم تطبيق النصف الثاني، كما يجب علي المجتمع الدولي أن يحترم وينفذ قراراته والتزاماته، ويضمن حقوق الإنسان والحريات والديمقراطية وحكم العدل للجميع.
كل هذه الشعارات التي لم يتم احترام أي منها تجاه الشعب الفلسطيني يجب أن يحترمها العالم، كما يجب علي العالم أن يقدم المساعدة للشعب الفلسطيني في إقامة دولته،
حتى يستتب الأمن والاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط، لأنه بدون إقامة دولة فلسطينية، فلن يستقر الأمن والسلام سواء في الشرق الأوسط أو في إسرائيل.