يتم احتفال محافظة أسيوط بعيدها القومي في 18 أبريل من كل عام، ويرجع تاريخ هذا الاحتفال إلى ثورة بني عديات التي حدثت في ذلك اليوم. تقع ثورة بني عديات على طرف الصحراء الغربية لمركز منفلوط وعلى الطريق المؤدي إلى الوادي الجديد. تعتبر هذه الثورة جزءًا من تاريخ محافظة أسيوط ورمزًا للنضال والتحدي.
عندما يذكرنا التاريخ البطولات الكبرى التي شهدتها محافظة أسيوط، لا بدّ أن نعيد النظر إلى ثورة بني عدي ضد الفرنسيين ففي أوائل القرن التاسع عشر، قامت ثورة في محافظة أسيوط ضد الاحتلال الفرنسي. تحت قيادة الشيخ حسن الخطيب، نشأت هذه الثورة في قرى ديروط وبني عدي بمنفلوط
وكان يوم 18 أبريل عام 1799 يوماً مشهوداً في تاريخ أسيوط، حيث قام أهالي بني عدي بمثال رائع للبطولة والفداء بمواجهة الفرنسيين. وكان الشيخ حسن الخطيب، من نسل سيدنا عمر بن الخطاب، قد أدار هذه الثورة بمهارة وعزم، وقاد أهل بني عدي في قرى ديروط ومنفلوط وبنى عدى فقد شهدت هذه المناطق معركة مشهودة، حيث برزت بطولة وفداء أهالي بني عدي في مواجهة الفرنسيين. وعلى امتداد الوقت، استمرَت ثورة تطهير البلاد من الاحتلال الفرنسي.
فقد واجه الجنرال دافو وجيشه تحالف قوي من الأهالي والقادة الدينيين وكانت هذه المعركة الشهيرة التي أُعلنت في التاريخ بأنها معركة جلاء وثورة شعب ضد الأحتلال وقد تمكن الأهالي من صدها وصد كل محاولات الجنرال دافو للاستيلاء على بني عدي
وكانوا أهالي أسيوط على استعداد لمواجهة الجنرال وجيشه. فقد قرروا الدفاع عن أرضهم وحماية قريتهم من أي اعتداء والمفاجأة الكبرى كانت عندما اكتشف الجنرال دافو أن الأهالي جميعًا، بمن فيهم النساء والأطفال، يجيدون فنون القتال وقد تم تدريبهم على استخدام الأسلحة.
وكانت القرية تعيش تحت وطأة الظلم والاستبداد وبمشاركة كل الأهالي، تم تشكيل جبهة موحدة لمقاومة القوات العدو. وبدأت الحشود في الجمع والاستعداد للمعركة القادمة.
وبعد عدة أيام من الاستعداد، حانت المعركة. دقت أجراس الكنيسة تعلن بداية القتال. واندلعت المعركة بين الأهالي والجنرال دافو وجيشه. وكانت المعركة عنيفة وشرسة، لكن الأهالي استطاعوا الدفاع عن قريتهم بعزيمة وإصرار قوي. ولقد عرف الجنرال دافو أن هؤلاء الأهالي ليسوا قابلين للانتهاك، ولكنها قوة لا تقهر.
وبعد ساعات من المعركة، تمكن الأهالي من هزيمة الجنرال دافو وجيشه. استعادوا حريتهم وعدالتهم ورفعوا شعار المقاومة الشامخ في سماء القرية. كانت هذه هزيمة كبيرة للقوة الظالمة وتأكيد للإرادة الحقيقية والصمود للأهالي.
تحولت القرية بعد هذه النصرة إلى ملاذ آمن، حيث عادت الحياة إلى طبيعتها وعاد الأمن والسلام إلى أزقتها. وتم جعل هذه القرية مثالاً للنضال والصمود والعدالة في وجه الظلم والاضطهاد.
تظل هذه القصة خير دليل على أن النضال من أجل العدالة يمكن أن يحقق نجاحًا. وعلى الرغم من التحديات والمخاطر، فإن قوة العزيمة والتلاحم يمكن أن تغلب على أي قوة ظالمة. إنها قصة تذكرنا بأهمية الوقوف معًا لمواجهة الظلم والمحاربة من أجل العدالة.