في ظل التوتر الذي يشهده العالم نتيجة الحرب الشعواء التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة،
وتهديده باجتياح مدينة رفح الفلسطينية ما ينذر بكارثة انسانية عصيبة قد يشهدها العالم،
وتصبح بجانبها بعض المذابح الأخرى مجرد سطور مهملة في التاريخ البشري، فماذا نعرف عن تلك المدينة؟
رفح تعاني
في رفح يتواجد حاليًا أكثر من مليون ونصف المليون لاجئ نزحوا بسبب الحرب الطاحنة في أحياء قطاع غزة.
تعاني رفح نقص في الخدمات الصحية، حيث تحتوي على عدد قليل من المستشفيات الرئيسية
مثل مستشفى رفح المركزي، ومستشفى الكويت التخصصي، ومستشفى الشهيد أبو يوسف النجار.
جميع المستشفيات برفح تعاني نقص في الإمدادات الطبية وغياب الكهرباء ومصادر الطاقة،
ما يؤثر على قدرة الأطباء والفرق الصحية على توفير العلاج ورعاية المرضى.
موقع مدينة رفح
تقع مدينة رفح في جنوب قطاع غزة على الشريط الحدودي مع شبه جزيرة سيناء المصرية،
وتعتبر أكبر مدن القطاع على الحدود المصرية، تمتد على مساحة تبلغ 55 كيلو مترًا مربعًا.
وتحتضن المدينة المعبر الحدودي الوحيد بين القطاع ومصر، والذي يُعتمد عليه بشكل رئيسي لمرور المساعدات
إلى القطاع ونقل المصابين لتلقي العلاج والسفر.
معبر رفح
واكتسبت المدينة شهرة عالمية بسبب المعبر، الذي يحمل نفس الاسم، حيث كان محورًا رئيسيًا في نشرات الأخبار
على مر السنين. خلال العقود الماضية،
كان هناك عدد من الأنفاق التي تمتد عبر الحدود بين غزة ومصر بشكل غير رسمي،
لكن الجيش المصري قال إنه هدمها مؤخرًا.
ورغم ذلك، لا يزال من غير المعروف إذا كانت هناك أنفاق قائمة حاليًا،
حيث كانت غالبية الأنفاق تُحفر بشكل سري وتُستخدم لإدخال البضائع من مصر إلى القطاع، لذلك،
لعبت رفح دورًا هامًا في التجارة والاقتصاد في القطاع.
وفي الظروف الطبيعية، قبل الحرب، كانت مئات الشاحنات تدخل القطاع يوميًا عبر معبر رفح.
تاريخ مدينة رفح
تعتبر رفح من المدن التاريخية القديمة، إذ تأسست قبل 5000 عام..
تعرضت للغزو من قبل الفراعنة والآشوريين والإغريق والرومان.
عُرفت المدينة بأسماء مختلفة عبر العصور، حتى أطلق العرب عليها اسم رفح.
وفي عام 1917، خضعت رفح للحكم البريطاني الذي فرض الانتداب على فلسطين.
ثم سيطر الجيش المصري على المدينة عام 1948 حتى دخلت في أيدي إسرائيل عام 1956.
عادت المدينة إلى الإدارة المصرية عام 1957، ولكن تم احتلالها مرة أخرى من قبل إسرائيل عام 1967.
وقُسمت المدينة إلى نصفين بعد اتفاقية كامب ديفيد، حيث استعادت مصر سيناء،
وفُصلت رفح سيناء عن رفح غزة، وتعتبر مساحة النصف الغزي أكبر بـ3 مرات عن النصف المصري
سكان رفح
وينحدر معظم سكان مدينة رفح الفلسطينية من محافظة خان يونس ومن قبائل البدو في صحراء النقب
وقبائل البدو في صحراء سيناء، وتشير تقديرات أخرى إلى أن العدد يصل إلى 1.5 مليون شخص..
العديد من هؤلاء النازحين قد نزحوا عدة مرات هروبًا من القصف الإسرائيلي.
ونتيجة للحرب، تضاعف عدد سكان رفح خمس مرات منذ بدء الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة
في أعقاب عملية طوفان الأقصى، في السابع من أكتوبر الماضي 2023.
الأوضاع الإنسانية في رفح
يعيش النازحون في ظروف صعبة في مراكز إيواء مزدحمة مثل المدارس أو في الشوارع أو في أي رقعة أرضية،
محاطين بالسياج الحدودية المصرية والإسرائيلية والبحر الأبيض المتوسط، بالإضافة إلى القصف الإسرائيلي.
وتقول وكالات الإغاثة إنها لا تستطيع نقل الناس إلى مناطق أكثر أمانًا بسبب تمركز القوات الإسرائيلية في الشمال،
وإن المساعدات التي يُسمح بدخولها إلى القطاع محدودة جدًا