أظن أن هذا العنوان أثار دهشتك وتسألني يعني إيه ؟؟
وأراهن أن الزيارة بالتليفون غير موجودة في أي دولة أخرى غير بلادي ..
بلد العجائب .
وحتى لا يتحول الأمر إلى فزورة فإنني أشرح لك ما أقصده وهي زيارات الأسر للسجناء في بلادنا تنقسم إلى أربعة أقسام تحديداً ولا خامس لهم !
١_ الزيارات العادية التي تتم خلف الأسلاك الشائكة بعد تفتيش دقيق لأهالي المحبوسين وهذا هو الأغلب والأعم.
٢_ هناك من المحبوسين قد تعتبرهم الدولة يشكلون خطورة على المجتمع ولذلك فإن الزيارة في هذه الحالة
لابد أن تتم داخل مكتب المأمور أو أحد كبار ضباط السجن ليتم تسجيل كل شاردة وواردة في هذا اللقاء.
٣_ النوع الثالث غريب جداً جداً وهي زيارة التليفون التي وضعتها عنوان لمقالي ،
وتم إستحداثها منذ سنوات قليلة حيث المسجون يلتقي بأهله ولكن عن طريق الهاتف فقط!!
يعني زيارة غير مباشرة ويأت المسجون ويلتقي بأهله من خلف ساتر زجاجي فيه تليفون يتحدث فيه إليهم وهم على بعد خطوات منه يراهم ويرونه ، لكن الكلام بالتليفون !
وبالطبع يستحيل في هذه الحالة أن يصافح الابن والده المسجون أو يأخذ الأخير حفيده في أحضانه لأن هناك ساتر زجاجي بينهم ، وكل التحيات والسلامات عن طريق التليفون !!
٤_ النوع الأخير هو الأشد قسوة ..
الزيارة ممنوعة نهائيا ..
والصلة مقطوعة تماماً من سنوات لا يدري المسجون شيئاً عن أهله ، ولا هم يعرفون أخباره ..
وهذا بالطبع ينبغي إعادة النظر فيه لأنه يتعارض مع حقوق الإنسان وجميع المواثيق الدولية ..
وحتى المحكوم عليهم بالإعدام يسمح لأهله بزيارته ..
فلماذا لا يعامل هؤلاء مثله ، وهم على فكرة عدة آلاف وليس بضع عشرات أو مئات ..
وما المانع بدلاً من هذا الإنقطاع الرهيب أن تتم الزيارة في ظل إجراءات مشددة مادامت الدولة تعتبره خطر عليها أو على المجتمع
ويكون اللقاء إما في مكتب مأمور السجن أو أحد كبار ضباطه أو حتى عن طريق التليفون التي ليس لها مثيل في أي مكان آخر !!
عجائب !!
محمد عبدالقدوس