عذبوه شهرًا.. كواليس اغتيال الموساد “صرّاف حماس” محمد سرور
بعد مضي أكثر من أسبوع على مقتله، كشفت مصادر لبنانية، اليوم، تفاصيل جديدة حول تورط إسرائيل في اغتيال الصراف اللبناني محمد إبراهيم سرور، المتهم بالعمل كوسيط لتحويل أموال من الحرس الثوري الإيراني إلى المقاومة الفلسطينية في غزة.
ووُجِد سرور مقتولًا خارج بيروت، وتحديدًا في بلدة بيت مري الجبلية، في 9 أبريل الماضي بعد أن كان مفقودًا قبلها، حيث كان يعمل في محل صرافة. وعثرت القوى الأمنية اللبنانية على جثته داخل فيلا في البلدة نفسها.
علامات تعذيب
وبحسب موقع The Cradle، فإن علامات التعذيب ظهرت على جثة سرور، بما في ذلك جروح ناجمة عن رصاص في قدميه ويديه.
كما عثر المحققون على آلاف الدولارات متناثرة حول جسده ومسدسين من طراز “جلوك 19”.
وطبقًا للمعلومات التي حصلت عليها صحيفة “الأخبار” اللبنانية، فإن الفيلا تم تأجيرها لمستأجر لم يذكر اسمه، لكنه “اختفى عن الأنظار”.
وذكرت قناة الحدث الإخبارية السعودية أن الموساد الإسرائيلي كان وراء مقتله. وهو ما أكدته القناة الـ 12 الإسرائيلية.
واعتبارًا من عام 2014، تم تحديد سرور باعتباره المسؤول عن جميع التحويلات المالية بين فيلق القدس وكتائب القسام، حسبما تزعم وزارة الخزانة الأمريكية.
عقوبات
وكانت وزارة الخزانة الأمريكية قد فرضت عقوبات على سرور في عام 2019 بتهمة تحويل “عشرات الملايين من الدولارات”
من فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني عبر حزب الله اللبناني إلى كتائب القسام، الجناح المسلح لحركة حماس في قطاع غزة.
وقد كثفت تل أبيب حملتها من الاغتيالات المستهدفة داخل لبنان منذ بداية الإبادة الجماعية في غزة، ما أسفر عن مقتل العديد من كبار المسؤولين من حزب الله وحماس.
ملاحقة قادة حماس
وفي نوفمبر، أمر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الموساد بـ”ملاحقة” قادة حماس في جميع أنحاء العالم.
وفي حديثه في مؤتمر صحفي إلى جانب رئيس الوزراء، قال وزير الدفاع يوآف غالانت إن قادة حماس خارج غزة “يعيشون وقتا ضائعا، في جميع أنحاء العالم؛ كلهم أموات.”
وقال نتنياهو “لقد حدد لنا مجلس الوزراء هدفا، في حديث الشارع، وهو القضاء على حماس. هذا هو ميونيخ الخاص بنا.
وسنفعل ذلك في كل مكان، في غزة، في الضفة الغربية، في لبنان، في تركيا، في قطر. سيستغرق الأمر بضعة أيام”.
وقال رئيس الشاباك رونين بار، في تسجيل بثه التلفزيون الإسرائيلي في ديسمبر “سنكون هناك للقيام بذلك”.
وكشفت مصادر أمنية لبنانية بعض المعلومات عن قضية اغتيال محمد سرور، مؤكدين أنه تم استدراجه،
إلى منزل سيدة تدعى زينب حمود، وطلبت منه تسليم مبلغ 14 ألف دولار. وقالت المصادر ذاتها لمقع الميادين الإخباري إن الأموال تم جمعها من العراق. ثم قام سرور بسحب المبلغ المذكور،
وتوجه إلى المنزل برفقة ابن أخيه على دراجة نارية.
حمود، عميلة الموساد، حصلت على الأموال من خلف نافذة منزلها لأن سرور الذي كان من المتوقع أن يكون بمفرده كان برفقة شخص آخر.
4000 دولار
وقالت المصادر ذاتها إنه بعد أيام قليلة، تم تحويل مبلغ 4000 دولار أمريكي كان مخصصاً لحمود،
إلى شركة سرور، التي توجه بعد ذلك إلى منزل المرأة لتسليم المبلغ المحول، هذه المرة من تلقاء نفسه. وذلك عندما تم اختطاف سرور وتعذيبه ثم قتله فيما بعد.
واستخدم قتلة سرور أسلحة نارية كاتمة للصوت لتعذيبه وقتله، وتركت أسلحة الجريمة في دلاء مملوءة بالماء والمنظفات على أمل محو بصمات الأصابع منها.
وقالت المصادر إن سرور تعرض لتعذيب شديد على يد عملاء الموساد الإسرائيلي. من ثم نقله إلى شقة مستأجرة لمدة شهر في بلدة بيت مري شمال بيروت،
للتحقيق معه باستخدام العنف الشديد، قبل إعدامه. كما تم إخضاع سرور للتحقيق وهو مكبل اليدين، وكان القتلة على اتصال مباشر مع “تل أبيب” خلال التحقيق.
تم إطلاق النار على سرور عدة مرات في جسده كشكل من أشكال التعذيب، حيث تلقى أكثر من 10 رصاصات.