قمة الرياض.. شجب واستنكار وأفعال خارج طاولة الحلول

اجتمع اليوم في العاصمة السعودية الرياض قادة الدول العربية والإسلامية في قمة طارئة وغير عادية لبحث وقف عدوان الاحتلال الإسرائيلي المستمر على الأراضي الفلسطينية المحتلة ولبنان، ومخاطر اتساع الحرب إقليمياً.
القمة تهدف إلى متابعة نتائج وتوصيات القمة السابقة، ومواصلة جهود وقف إطلاق النار، وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية العاجلة، وكذا مناقشة التصعيد الإسرائيلي في غزة ولبنان.
وفي بدء القمة أدان ولى العهد السعودي محمد بن سلمان “الأعمال العسكرية الإسرائيلية بحق لبنان، رافضا تهديد أمن لبنان وتهجير مواطنيه مؤكدا وقوف بلاده مع لبنان وفلسطين.
ودعا بن سلمان المجتمع الدولي إلى “النهوض بمسؤولياته لحفظ الأمن والسلم الدوليين”، وإلى “إلزام إسرائيل باحترام سيادة إيران وعدم الاعتداء على أراضيها”. وعبر عن إدانة المملكة وشجبها لـ”منع وكالة الأونروا وإعاقتها من تقديم الأعمال الإغاثية في الأراضي الفلسطينية”.
ضرورة وقف إطلاق النار
وتبحث القمة سبل وقف إطلاق النار في غزة ولبنان، والخروج ببيان مشترك يدعم موقفاً عربياً إسلامياً موحداً في مواجهة التداعيات المستمرة للتصعيد الإسرائيلي بالمنطقة.
ووفقاً لوكالة الأنباء السعودية “واس”؛ فإن القمة التي تعقد في ظل أوضاع متوترة تشهدها المنطقة، تهدف أيضاً إلى متابعة نتائج وتوصيات القمة السابقة، ومواصلة جهود وقف إطلاق النار.
وكانت القمة المشتركة، المنعقدة في نوفمبر 2023، قد دانت العدوان الإسرائيلي على غزة، واتخذت قراراً بكسر الحصار المفروض على غزة، وشددت على ضرورة فرض وقف فوري للحرب، وضرورة إدانة جرائم “إسرائيل”، ووقف توريد الأسلحة إليها.
رغبة عربية في تدمير حماس
وفي هذا الصدد يقول الكاتب الصحفي قطب العربي كان المأمول أن تتحول القمة العربية الإسلامية التي عقدت قبل عام من الآن إلى حالة انعقاد دائم حتى يتوقف العدوان عن الشعب الفلسطيني ويتم إعادة إعمار غزة.
وأضاف في تصريحات خاصة لموقع أخبار الغد أن الزعامة العربية احتاجت عاما كاملا حتى يعقدوا قمتهم مجددا بعد أن تم تدمير غزة وقتل خمسين ألفا من أبنائها وكأنهم كانوا ينتظرون هذه النتيجة، وأشار العربي في تصريحاته إلى ما ذكره الصحفي بوب وودوا د في كتابه (الحرب) عن تأكيد عدد من قادة المنطقة في لقائهم مع مسئولين إسرائيليين أو أمريكيين رغبتهم في المسارعة بتدمير حركة حماس.
وأوضح العربي لأخبار الغد أن من الملاحظ على هذه القمة ضعف التمثيل اذ غاب عنها ملك المغرب ورئيس الجزائر ورئيس إيران، كما غاب عنها رئيس الإمارات وأمير الكويت وسلطان عمان وملك البحرين، وهو ما يعني أن غالبية الغائبين لا يكترثون بما يحدث.
ولفت في تصريحاته إلى أهم قرار للقمة السابقة المتمثل في كسر الحصار عن غزة، وهو مالم نجد له تنفيذا على الأرض بل وجدنا مشاركة من بعض الحكام العرب في الحصار للأسف الشديد.
إدانات وتصريحات لفظية
ويرى المحلل السياسي والإعلامي اللبناني على حسون أن المواقف المعلنة للدول العربية والإسلامية اتسمت بالإدانة اللفظية ولم تتخط مربع التصريحات الإعلامية والمواقف الضمنية التي تجسدت في تسريبات حول لقاءات زعماء ووزراء خارجية العديد من الدول الإسلامية مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن.
وقال في تصريحات خاصة لموقع أخبار الغد إنه ومن خلال تجربة القمة العربية الإسلامية التي ضمنت ٥٧ دولة وانبثق عنها لجنة متابعة اقتصر دورها على الزيارات الخارجية دون طلبات واضحة، وبعد إعلان وزارة الخارجية القطرية تعليق وساطتها وانتقاد وزارة الخارجية المصرية بشكل مباشر لعرقلة الاحتلال يمكن القول أن المنتظر من قمة الرياض لن يتخطى رمزية الصورة والمطالبات الفضفاضة وخصوصا أنها تعقد في ظل مرحلة انتقالية تشهدها الولايات المتحدة وانعدام الوزن الإسلامي والعربي.
وحول دور ترامب المحتمل في القضية الفلسطينية قال حسون في ضوء تجربة ترامب في ولايته الأولى، يمكن الجزم أن موقف ترامب لن يكون متوقعا ولكن يمكن تحديد ثوابت في هذا الصدد ومنها، أنه ملتزم بتفوق اسرائيل وانتصارها وتمكينها من تحقيق أهدافها المعلنة وغير المعلنة وكذلك عدم السماح بحل الدولتين وإفساح المجال أمام تغيير الوضع القائم في القدس وربما ضم الضفة الغربية.
وأشار حسون في تصريحاته لأخبار الغد إلى أن ترامب يؤمن بالحسم السريع ولا يريد أن يستهل عهده بحروب وفوضى عارمة ولن يسمح بطبيعة الحال لنتنياهو أن يجر الولايات المتحدة مجددا إلى رمال الشرق الأوسط المتحركة وهو ما يدفع إلى القول أن الأقرب هو رغبة ترامب بالحسم السريع أو الحل المرضي الذي يعطي الفرصة له لاستكمال مسلسل التطبيع مع المملكة العربية السعودية والتفرغ لإعادة احتواء النفوذ الصيني.