يوسف عبداللطيف
منذ العصور القديمة، كانت مصر مصدرًا للإعجاب والتأمل وتشتهر مصر بتاريخها العظيم وأحداثها الهامة التي لا تزال تؤثر في العالم حتى يومنا هذا وتعتبر مصر أول حضارة عرفتها البشرية وأول حكومة عرفتها الدنيا قبل خمسة آلاف عام وقد شهدت مصر أول ثورة في التاريخ ضد الاقطاع قبل أربعة آلاف عام
بما أن مصر البلد التي اختارها الله ليتجلى عليها وليتحدث إلى سيدنا موسى عليه السلام بلغتة المصرية القديمة، فإن مصر لديها مكانة خاصة في العديد من الديانات السماوية فهي البلد الوحيد المذكور في الرسالات السماوية الثلاث “التوراة والإنجيل والقرآن”، وتمتلك الأرض المقدسة، والتي ذكرها النص الديني في “القرآن والتوراة والإنجيل”
وفي مصر، يمكننا العثور على بيت الله المعمور كما ورد في الآية الرابعة من سورة الطور، مما يجعلها بلدًا مقدسًا بحق.
وقد يكون الأثر التاريخي والديني لمصر مثيرًا للاهتمام وتعد مصر إحدى البلدان ذات التاريخ العريق والثقافة الغنية وبناءً على ما تم ذكره، يُمكن ملاحظة أن مصر تحتفظ بمكانة خاصة في العديد من الأديان، وهو ما يبرز دورها الهام كموطن للعديد من المعابد والأماكن الدينية.
ويتحدث الإيمان والتقاليد حول مكانة الطور في سيناء والوادي المقدس طوى كمكانٍ مقدسٍ للعديد من الأديان ولا يُمسّ هذا المكان من قبل المؤمنين لأنه يُعتقد بأنه سيكون الملاذ الوحيد الذي سيبقى سليمًا خلال الأحداث القادمة.
بالإضافة إلى ذلك، تظل مصر مكانًا مقدسًا لدى العديد من الأديان السماوية، فهي البلد الوحيد الذي يُقال بأنه يضم قبور 40 نبيًا، وكما اعتُقد أن أول البشر، آدم وحواء، عاشا وانتقلا في مصر، ومن المتوقع أن يكون يوم الحساب في هذا المكان المقدس.
وبينما مرت الأجيال وتلاحق الدهور، بقيت مصر دائما مصدر إعجاب وإعتزاز للجميع وقد قال الكثيرون عن مصر كلمات الإعجاب والدهشة حيث غادرها أفلاطون إلى جزيرة كريت وفي لحظة من الشك، تحسس رأسه ليتأكد من وجود دماغه بعد أن كاد يضيع في هذا البلد “مصر” حيث الناس يشترون منك أي شيء.
وقد وصلها الإسكندر الأكبر وأعجب بها، فصاح “إنها جنة” ووضع نابليون قدمه على أرضها وصرخ “أي نار هذه ؟”، بينما دخلها عمرو بن العاص وقال “هذه شجرة خضراء”
ووصل مصر أيضا عبقرية التاريخ ابن خلدون الذي قال “أرى الآن مجمع الدنيا ومحشر الأمم” وحوصر فيها يوليوس قيصر الذي صرخ “لن أبقى في هذا الجحيم لحظة واحدة”.
تلك هي مصر، البلد التي تثير الدهشة والإعجاب، وتلك البلد التي شهدت تاريخا طويلا ومظاهر تأريخية برزت من خلالها قوتها وإبداعها
ومنذ القدم وحتى يومنا هذا، تعتبر مصر واحدة من أعظم البلدان التي جذبت الكثير من الرحالة والمستكشفين. وعبر التاريخ، وزار عدد كبير من الشخصيات البارزة هذه الأرض وأبدوا إعجابهم الشديد بجمال مصر وتاريخها العريق.
وأحد هؤلاء الزوار البارزين هو المقدسي الرحالة الذي وصف مصر بأنها “معجزة السلام ومتجر الأنام”، وأبدى إعجابه بجمالها وروعتها وكما أثنى عليها ابن بطوطة بقوله إنها “أم البلاد” التي قهرت قاهرتها الأمم.
ومن ثم جاء عبدالله بن عمر ووصف مصر بأنها مكان يشبه الفردوس عندما يخضر زرعها وتنمو ثمارها. ولم يكتفِ المقريزي بالإشادة بتاريخها وحضارتها القديمة، بل وصفها أيضًا بأن جامعها في الإسلام ليس أكثر مجالس منه.
وكما قال إبراهيم باشا “لست مصريًا، ولكن مصر جعلتني شمسًا مصر”. وقد قال مصطفى كامل “لو لم أكن مصريًا لوددت أن أكون مصريًا”.
وإلى جانب جمال مصر وتاريخها العريق، فإنه من المثير للإعجاب أن أول معاهدة سلام في تاريخ العالم وُقعت فيها، عندما قام رمسيس الثاني بالتوقيع على معاهدة سلام مع الحثيين.
ومن غير المستغرب أن يبدي الناس إعجابهم بالجمال الفريد لمصر وتاريخها الغني، ويجدوا فيها مصدرًا للإلهام والإعجاب.
والدولة المصرية القديمة هي إحدى أقدم الحضارات في العالم، وقدمت مساهمات هامة في العديد من المجالات. ظهرت فيها علوم الفلك والطب والهندسة، وكان لها دور كبير في تطور الحضارة الإنسانية. كما اشتهرت المملكة المصرية بتطبيق قوانين ادارية مبكرة جدا في التاريخ.
بالإضافة إلى ذلك، لعبت مصر دورا مهما في الديانات السماوية الموحدة، إذ أول من دعا لتوحيد الإله هو الفرعون اخناتون. وقد تناولت النصوص المقدسة للديانات السامية قصصا ومفاهيم متشابهة مع الديانة المصرية القديمة، مما يشير إلى تأثيرها الكبير بالأديان الأخرى.
ومصر شهدت أحداثا هامة حيث هاجر سيدنا إبراهيم عليه السلام من بلاد الكلدان هربا من الوثنية، وولدت فيها سيدتنا هاجر أم العرب وابنها سيدنا إسماعيل عليه السلام وفي مصر أيضًا أصدر أول قوانين إدارية في التاريخ، وظهر فيها الشاعر بنتاءور أول شاعر في التاريخ.
ومن الأحداث المهمة التي شهدتها مصر أيضًا دخول سيدنا يوسف عليه السلام في عهد ملكها إبابي الأول وإستمرارية هذه الحضارة العريقة وتأثيرها على مسار البشرية يجعل من تاريخ مصر مصدر إلهام ودراسة مهمة لعلماء العالم حتى يومنا هذا
ومصر، البلد القديم والمعروف بتاريخه الحافل ودوره الكبير في تاريخ البشرية. ويعود تاريخ العلاقة بين بني إسرائيل ومصر إلى زمن القحط الذي اضطر فيه بنو إسرائيل إلى اللجوء إلى مصر وبالتحديد إلى أورشليم وجبل صهيون في فلسطين وفي هذه الأرض وُلد النبي موسى عليه السلام وتلقى رسالته وكلم الله على جبل الطور.
ومنذ الأزل ومصر تحتضن العديد من الشخصيات التاريخية والدينية البارزة، فقد لجأت السيدة العذراء مريم وابنها سيدنا المسيح عليهما السلام إلى مصر هرباً من الاضطهاد ومن هُمروس، شاعر الإغريق العظيم،
إلى المشرع الشهير سولون، ومن الرياضي اليوناني فيثاغورث إلى الأديب اليوناني الكبير يوربيدوس، جميعهم وقعوا تحت سحر جاذبية مصر وزاروا هذه الأرض العظيمة.
ولم تكن مصر مقصداً فقط للشخصيات التاريخية العظيمة، بل كانت أيضاً مكاناً للاجئين والمبتعثين الباحثين عن المأوى والمعرفة. فلجأت إليها سيدتنا زينب بنت سيدنا علي رضي الله عنهما بعد مقتل سيدنا الحسين رضي الله عنه،
ولجأ إليها كذلك الإمام الشافعي والشاعر المتنبي والفيلسوف الأفلاطوني الأفغاني وغيرهم الكثير. وتلك هي مصر، الأرض العظيمة التي شهدت مرور العديد من الشخصيات التاريخية البارزة ولعبت دوراً حاسماً في تاريخ الإنسانية.
ها هي مصر، البلد التي عرفت بموقفها الثابت في دعم الحرية ومقاومة الغزاة. وهذا الوطن العريق شهد العديد من المحطات التاريخية المهمة، بدءًا من الصراع مع الهكسوس وصولًا إلى الانتصار على الغزو التتاري. وما زالت مصر محط أنظار المؤرخين بسبب تاريخها وثقافتها الغنية.
وعلى مر العصور، استقبلت مصر القادمين من مختلف الثقافات والأعراق، حيث فتحت أبوابها وضمت قلوبها لاستقبال الجميع. وفي العصور الحديثة، كان لمصر دور بارز في دعم الدول الشقيقة، حتى خلال الحروب التي اضطرت إلى خوضها دفاعًا عن فلسطين.
وإن إسهامات مصر لا تقتصر فقط على الدعم المادي، بل تتعدى ذلك إلى تضحيات شخصية وعسكرية في سبيل تحقيق العدالة والسلام. ولقد تحدت الجماعات المتطرفة وصنعت حقب جديدة من السلام والاستقرار وكل هذه الإنجازات جعلت من مصر نموذجًا يحتذى به في دعم الأشقاء ومحاربة الظلم والتطرف
وما زالت مصر تواصل بذل الجهود والتضحيات من أجل تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة فهي تظل رمزًا للقوة والصمود والتضحية، ومثالًا للتعايش السلمي والتعاون الإنساني
فمصر، بلد أسست حضارات كبيرة وتاريخاً عريقاً، ومنذ القدم كانت دائماً المدافع الأول عن شئون العرب وقضاياهم. ورغم التحديات التي تواجهها، إلا أنها ما زالت تظل تقف صامدة وتواجه كل المخاطر التي تهدد السلام والأمن في المنطقة العربية. وليس فقط ذلك، بل تضحي مصر أيضاً عن جزء من قوتها لمساعدة الدول الأخرى والتي تتعرض لصعوبات.
ومصر، بفضل تاريخها الطويل وثقافتها الغنية، لطالما كانت سبباً رئيسياً في تقارب العرب وتفاهمهم. وتتميز اللهجة المصرية بسهولة فهمها من قبل العرب بفضل الأفلام والمسلسلات التي يتم إنتاجها في مصر. وإذا اجتمع العرب، يمكن لكل واحد منهم التواصل بلهجته الخاصة مع الجميع بسهولة وهذا يجعل كل فرد يشعر بالانتماء لمصر بطريقة ما