الهجمة الإيرانية على الكيان الصهيوني رد حقيقي أم مسرحية هزلية؟!
خاص “أخبار الغد”
في يوم لن ينساه التاريخ، تعرض الكيان الصهيوني إلى هجوم لم تكن تتوقعه أو تتخيله في أبشع كوابيسها، وذلك على يد القوات الإيرانية؛ بمفاجأة صادمة، تم قصف مواقع حساسة للكيان الصهيوني، وذلك ردًا على تجاوزاته وانتهاكاته المتكررة للقوانين الدولية، الأمر الذي رحب به البعض والآخر أكد على أنه مسرحية من تأليف وإخراج الولايات المتحدة بالتعاون مع إيران وإسرائيل.
رد إيران على الهجوم الصهيوني
وفي تصريح خاص لموقع أخبار الغد، أكد السيد علي أكبر برزنوني المحلل السياسي الإيراني، أن الكيان الصهيوني هو الذي بدأ بالهجوم على القنصلية الإيرانية في العاصمة السورية دمشق، مما أدى إلى استشهاد سبعة من قادة حرس الثورة.
وأكد أن البعثات الدبلوماسية والسفارات تعد أرضًا لدول التابعة لها، وأي اعتداء عليها يعد اعتداءًا على أرض هذه الدول.
وطلبت إيران من مجلس الأمن إدانة هذه الجريمة والعدوان، لكن ذلك لم يحدث بسبب معارضة أمريكا وبريطانيا وفرنسا.
ورغم أن إيران حذرت عدة مرات، فإنه إذا لم يدين مجلس الأمن هذا الهجوم، فسيتعين عليه الرد على هذا العدوان في إطار الدفاع عن النفس استناداً إلى المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة.
ونتيجة لذلك، وبعد تحقيقات دقيقة، ردت إيران على هذا العدوان الصهيوني بالحكمة والشجاعة.
تصعيد الصراع بين إيران وإسرائيل
وأشار المحلل السياسي الإيراني ، إلى العجيب إن بدلاً من إدانة إسرائيل لمعارضتها القوانين الدولية ومهاجمتها القنصلية الإيرانية في دمشق، أدانت فرنسا وأمريكا وإنجلترا إيران لردها على هذه الجريمة. وطالبوا إيران وإسرائيل بضبط النفس وعدم إثارة الصراعات في المنطقة.
وأضاف السيد علي أكبر برزنوني، أن إيران أعلنت انتهاء عملياتها ضد الكيان الصهيوني، وأنها لا تسعى لتوسيع الحرب، وحذرت إيران من أنه إذا ارتكب الكيان الصهيوني خطأ أو غباء مرة أخرى فإنها سترد بمزيد من القوة والشدة.
وشددت إيران على أنه إذا هاجمت إسرائيل إيران أو مصالحها في المنطقة، فإنها سترد على إسرائيل بشكل مباشر. وبهذه الطريقة غيرت المعادلات وثبتتها.
تداعيات الهجوم الإيراني وموقف المجتمع الدولي
ودعت إسرائيل إلى عقد اجتماع للأمم المتحدة ومجلس الأمن للتحقيق في عواقب الهجوم الإيراني. وانعقدت جلسة مجلس الأمن، ولكن بمعارضة ممثلي روسيا والصين، لم تصل إلى نتيجة، وانتهت دون تحقيق أي إنجازات للكيان الصهيوني.
وأكد ممثلو روسيا والصين على حق إيران في الدفاع عن نفسها في هذا الاجتماع. وأعلنوا أن هذا لم يكن ليحدث لو أدان مجلس الأمن الهجوم الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية في دمشق.
وفي كل الأحوال، أظهرت إيران قوتها، وأكدت أنها رغم هذه القوة، فإنها لا تريد تطور وتوسيع الحرب. لقد فرح محور المقاومة بالرد الإيراني، وحزن أصدقاء إسرائيل من هذا الرد.
على أية حال، علينا أن ننتظر لنرى ما سيحدث في المستقبل. أعتقد أن جميع الأطراف على استعداد تام للتطورات.
ضربة حقيقة أم مسرحية
وعلى صعيد آخر، قال د. عيسى عناية، رئيس جمعية حقوق الإنسان الأحوازية، إن إيران وإسرائيل وجهان لعملة واحدة ولكن كل وجه فيهم يحاول أن ينقلب على الآخر ليكون هو صاحب الجدارة في شرق الشرق الأوسط.
وأشار د. عيسى في تصريح خاص لموقع أخبار الغد، إلى أن حقيقة إيران وإسرائيل وصراعهم هو أشبه بصراع رياضي في داخل حلبة النزاع.
ولا شك أن الصراع داخل الحلبة بين الرياضيين لا ينطلق من أجل قتل أحدهم للآخر بقدر ما يكون النزال فيه من أجل الفوز على الخصم، ولعل النزال يكون دامياً أحياناً أو تُكسر به أطراف، وهذا طبعاً يقع ضمن ضوابط اللعبة المتفق عليها مسبقاً.
لذلك، الأحداث الأخيرة بين إيران وإسرائيل وهجوم إيران على إسرائيل بصواريخ ومسيّرات، يقول إسرائيل إنها أسقطتها بنسبة تسعة وتسعون في المئة، هو أمر تخادمي اتفق عليه الطرفان آنفاً.
ولي الحق بالتساؤل والقول حول إيران التي تبيع الموت لأميركا قرابة خمس عقود، لماذا قبل هجومها على إسرائيل، كشفت لأميركا عن موعد الرد وطريقة الرد؟ وبالمقابل، لماذا إسرائيل من خلال تصريحات لشخصيات غربية وجهات مرتبطة تلوح عن ضرب إيران أو مصالحها يوم الاثنين؟
التنسيق العربي الإيراني: بين السرية والتحديات
وتساءل رئيس جمعية حقوق الإنسان الأحوازية: هل إيران التي تجتاز وتخترق أجواء دولية للرد على إسرائيل سبق لها وقامت بالتنسيق مع الأردن على سبيل المثال؟ كلا، لم تخبر إيران جيرانها من الدول العربية، وهي تكترث فقط بأمر الأميركان. لذلك، أخبرتهم كي يخبروا إسرائيل بنوايا إيران القادمة حتى يكونوا على أتم الاستعداد للنيل من صواريخها.
وبالطبع، هناك سابقة لمثل هذا التصرف الإيراني عندما قتل سليماني على يد الأمريكان. أيضاً، توعدت إيران بالرد على أميركا، ووفقاً لتصريح ترامب رئيس جمهورية أميركا: قال اتصلوا بنا الإيرانيون وأخبرونا حول زمان ومكان استهدافهم لقاعدة عين الأسد بالعراق.
والحقيقة أن إيران بتصرف كهذا تسمح لنفسها اختراق أجواء دول عربية وتقود حروبها المزعومة “بالبلاد العربية” دون حسيب ورقيب وهذا انتهاك دولي صارخ تفعله إيران دون توقف.
التوترات الإقليمية: بين الردع والاحتواء
وفي تصريح خاص لموقع أخبار الغد قال الدكتور محمد اليمني، نائب الشؤون الدولية والعربية بمركز سعود زايد، إن الحملة بين إيران وإسرائيل لا تنتهي، خاصة في ظل تغير قواعد الاشتباك الآن وضرب القنصلية الإيرانية في دمشق ورد إيران على إسرائيل لحفظ ماء الوجه، ولأن إسرائيل تجاوزت كل الخطوط الحمراء مع إيران.
الصبر الاستراتيجي كان عنوان المرحلة الماضية، فهل عنوان هذه المرحلة الردع الاستراتيجي أم أن إيران لا تريد أن تنجر إلى حرب إقليمية واسعة في منطقة الشرق الأوسط؟ حقيقي أن أمريكا وإيران وإسرائيل ولا حتى الدول الغربية لماذا ليسوا مستعدين لها؟ المنطقة لا تحتمل أي حرب فيها، وكذلك الدول الغربية لن ولم تتحمل عواقبها، خاصة أن منطقة الشرق الأوسط ذو أهمية جيواستراتيجية واقتصادية.
إيران الآن في انتظار الرد الإسرائيلي، وبناءً على ذلك تبدأ في التصعيد المعقول أو غير المعقول.