تخوفات من خطر نشوب حرب شاملة في الشرق الأوسط
تناولت وسائل الإعلام العالمية الهجمات التي نفذتها إيران الليلة الماضية ضد إسرائيل ردًا على القصف الذي تعرض له مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق.
وأسفر عن مقتل 7 أعضاء من الحرس الثوري الإيراني، بمن فيهم القائد البارز محمد رضا زاهدي. وحذرت من وقوع تداعيات محتملة لهذا التصعيد.
و قد أشارت مجلة إيكونوميست إلى أن الإسرائيليين يعيشون الآن ليلة مرعبة ويتساءلون عما إذا كانت لحظة الحقيقة قد حانت.
وفي وقت سابق من نفس اليوم، تسلل جنود إيرانيون على متن سفينة في مضيق هرمز وزعمت أنها لها صلات بإسرائيل.
وقد وصفت المجلة البريطانية الهجوم بأنه تصعيد خطير، وأن هذه هي المرة الأولى التي تهاجم فيها إيران إسرائيل مباشرة.
وعلى الرغم من أن إسرائيل قادرة على التعامل مع التهديد المباشر، و السؤال هنا كيف يمكنها الانتقام، مع احتمالية أن تجر المنطقة والولايات المتحدة إلى حرب شاملة.
ونقلت المجلة عن مصدر عسكري أمريكي أن إيران ووكلائها قد يسعون، في أسوأ الحالات، إلى اختراق الدفاعات الجوية الإسرائيلية.
قائلة “إنهم يرغبون في إبقاء الإسرائيليين في حالة تخمين”، ومع ذلك، فإن احتمالات نجاحهم في تحقيق هذا الهدف منخفضة.
قالت مجلة إيكونوميست إن الهجوم الإيراني المباشر على إسرائيل يمثل خطوة متقدمة، وقد يدفع إسرائيل للرد بالانتقام، ولكن هذا السيناريو غير مضمون على الإطلاق.
تصعيد شامل
أشارت صحيفة هآرتس الإسرائيلية، في مقال لمحللها العسكري عاموس هاريل، أن الهجوم الإيراني قد يؤدي إلى اندلاع حرب على جميع الجبهات.
وأوضح الكاتب أن تأخر إيران في الرد على قصف مجمع سفارتها في دمشق يعود إلى تحذيرات الرئيس الأميركي للقيادة الإيرانية بعدم الانتقام من مقتل الجنرال محمد رضا زاهدي في سوريا.
وأشار هاريل إلى أن التحذيرات الأميركية قد لا تكون كافية لمنع الإيرانيين من القيام بأي عمل عدائي، كما يظهر من استيلاءهم على سفينة شحن في خليج عمان.
وأكد على أن الحرب التي تخوضها إسرائيل قد تتصاعد بناءً على التغييرات في تعليمات الجبهة الداخلية، وأن تحذيرات بايدن وتعزيز القوات الأميركية في المنطقة يمكن أن تؤدي إلى مشاكل طويلة المدى،
ثانياً، على الرغم من التهديدات الأمريكية، فإنه من المشكوك فيه جدًا أن تقرر إيران التراجع، وهذا سيضع علامة استفهام على قوة الولايات المتحدة.
ثالثاً، لا يزال بإمكان طهران اختيار طرق أخرى أو إضافية للانتقام، مثل استهداف أهداف إسرائيلية في الخارج.
وأشار الكاتب إلى أنه في حال قررت إسرائيل الانتقام من هجمات إيران، فإن طبيعة الرد ستعتمد على تحركات إيران، بالإضافة إلى الموقف الأمريكي.
فيما أكد أن الدعم الأمريكي ليس هبة مجانية، وسيتعين أخذ موقف الإدارة الأمريكية في الاعتبار.
وأضاف أن الأمر الواضح بالفعل هو أن هناك تغيرًا أساسيًا في حسابات إيران. ويبدو أن القيادة الإسرائيلية، وكذلك المؤسسة الأمنية، لم يأخذوا ذلك في الاعتبار.
ومن الواضح أيضًا، وفقًا لمقال هآرتس، أن هذا الأمر يرتبط بانطباع إيران بأن إسرائيل قد ضعفت وغرقت في حربها ضد حماس، وأنها قد تتعرض الآن لضربة مباشرة.
تخطي الخطوط الحمراء
في مقال نُشر على موقع ذا هيل الأميركي، أشارت الباحثة تارا سونينشين من جامعة تافتس إلى أن إيران ربما تجاوزت “الخط الأحمر” من خلال إطلاق مسيرات باتجاه إسرائيل.
وأوضحت أن هذا المصطلح يعني حدودا لا يمكن تجاوزها في السياسة الخارجية، وأنه يتوجب على نتنياهو أن يقرر كيفية الرد وموقع “الخط الأحمر” الخاص به.
وأشارت إلى أنه لا يُعرف كيف سترد إسرائيل وكيف سيؤثر ذلك على الحرب في غزة، خاصة مع وضع إيران كقوة نووية محتملة.
ما هو رد الفعل المنتظر؟
تناولت الصحيفة البريطانية “تلغراف” في مقالها مستقبل إسرائيل بعد الهجوم الإيراني، وأشارت إلى أن تحركات نتنياهو في المستقبل قد تتوقف على حجم الأضرار التي تسببها الهجمات التي استهدفت القادة الإيرانيين.
وأشارت الصحيفة إلى أن القدرة على اعتراض الطائرات المسيرة والصواريخ قبل وصولها إلى أهدافها ستكون عاملاً حاسمًا في تحديد ما ستفعله إسرائيل بعد ذلك.
وفي حالة تجاوز الدفاعات الجوية الإسرائيلية واستهداف الأهداف العسكرية، قد يجعل ذلك إيران تشعر بأنها حققت هدفها دون أن تجر العالم بأسره إلى حرب.
وفي سيناريو متوقع لكيفية رد إسرائيل على الهجمات الإيرانية، حيث قد يقوم نتنياهو بشن ضربات جوية مماثلة تستهدف الأهداف الإيرانية، وتشمل الخيارات الأخرى شن ضربات على مقر الحرس الثوري الإسلامي أو قواعده في إيران.
التوقعات الأسوأ
ومع توقعات لاندلاع حرب واسعة النطاق بين إيران وإسرائيل، وهو السيناريو الأسوأ الذي قد يؤدي إلى فوضى عارمة في المنطقة.
فيما يتوقع المحللون أن تنجر أمريكا وبريطانيا إلى هذا الصراع مما قد يشعل الوضع أكثر في الشرق الأوسط
وقالت مجلة تلغراف أن هناك شيئا مختلفا في هذا الهجوم وهو أنه لا يتناسب مع نمط سلوك إيران السابق، حيث شنت هجمات سرية على إسرائيل أو اعتمدت على وكلاء إقليميين لتنفيذ أوامرها.
وهذا يعني أن إسرائيل –والغرب- أصبحا الآن في وضع غير مألوف وخطر للغاية، وفق تقرير الصحيفة.
ووفقا لمصادر رسمية، فإن بايدن حذر نتنياهو خلال محادثة هاتفية بأن الولايات المتحدة لن تتدخل في اي هجوم مضاد على إيران.
وقال بايدن إنه يعارض ذلك وإن على إسرائيل أن تعتبر ما حدث السبت انتصارا.