يا أخي المواطن الفلسطيني في الشتات أو في داخل الأرض المحتلة من النهر إلى البحر ويا عزيزي المواطن العربي من الخليج إلى المحيط ويا كل المتنازعين أمرهم الذين شغلهم تفصيل وتفسير الرد العسكري الإيراني انتقاما للعدوان الصهيوني على القنصلية الإيرانية في دمشق أخاطبكم جميعا :
إذا كنت ممن يصنفون الرد الإيراني بأنه مسرحية أو تعتقد فيه انه ضربة حقيقية فالأمر بخلاف ذلك.
أو حتى صفقت لإطلاق إيران 185 طائرة “مسيرة” و36 صاروخ كروز و110 صواريخ أرض أرض أو ترى عدم جدواها لاسقاط 97% منها دون تحقيق أهدافها فالأمر أخطر من ذلك.
أو كنت ممن يروجون بأن إيران قدمت خدمة لإسرائيل وأعادت تأهيلها عالميا أو كنت ممن يستشهدون برعب القادة والمجتمع الإسرائيلي ونومهم تحت الأرض على بطونهم فالصورة بخلاف ذلك.
أو حتى سنيا معاديا لكل ماتفعله إيران أو رافضيا تقدس كل مايفعله الملالي فالأمر تخطى المذهبية والعقائدية وأبلغ من ذلك.
سواء كنت باحثا عميقا في استراتيجيات الحروب والمعارك العسكرية وأهدافها ومآلاتها أو كنت مواطنا بسيطا تردد ماتسمعه من إعلامك الموجه فالأمر أكبر من ذلك.
أو كنت خبيرا اقتصاديا تدرك تكلفة ساعة واحدة من الاقتصادات العسكرية وأثرها على الدول أو لاتفقه في حسابات الحروب على الشعوب فان حسابات القادم أعقد من ذلك.
سواء سهرت متابعا تفاصيل ليلة عصيبة على المجتمع الإسرائيلي والدولي استمرت 5 ساعات هم عمر الهجوم الإيراني أو كنت تغط في نوم عميق مدركا العواقب فالأمر أقسى من ذلك.
ياسادة أنتم تتنازعون خارج اطار الصورة والخريطة الجديدة التي رسمتها سردية ليلة 14 ابريل بعد طوفان 7 اكتوبر واليكم بعض ملامحها الأولية:
- هيمنة اسرائيل سقطت سياسيا وعسكريا واقتصاديا
- اسرائيل لاتستطيع حماية نفسها ولكنها صناعة أمريكية خالصة وقاعدة عسكرية غربية بامكان سحقها وتدميرها في هجوم مركب خلال ساعات
- أمريكا تنسحب عمليا من القتال والأرض وتكتفي ببلورة العرض أمام القوة للحفاظ على هيبتها ومصالحها
- هناك قواعد عسكرية جديدة للاشتباك منذ 1948 فرضتها المقاومة الفلسطينية والضربة الإيرانية الاخيرة
- طوفان الأقصى اجتاح المنطقة وأغرق سرديات قديمة وأجج نيران خامدة باتت تحفز وتحرق الحلم الصهيوني
- لن يحرر فلسطين الا ابنائها ولن يطهر الاقصى الا المجاهدين ودعم المقاومة صار فريضة حتمية
- امريكا تهندس المنطقة العربية من جديد ووضعت الملك الفارسي والعساكر العربية على رقعة لعبة الشطرنج الامريكية
- ايران فرضت كلمتها وسيطرتها الإقليمية والعالمية وفق مصالحها وبتفاهمات دولية
- الدول الخليجية والعربية خارج المعادلة الحالية ومنعدمة التاثير الاقليمي عامة وفي القضية الفلسطينية خاص
- توسع الامبراطورية الفارسية الرافضية وتمددها في المنطقة مستمر على حساب انكماش دور الدول السنية الاسلامية ذات التبعية للمصالح الغربية.
- هناك دولا عربية لحما ودما ولسانا عربيا مبين في ساعة العسرة واشتداد المحن ووطيس المعركة سوف يسقط القناع عن قادتها لتراهم صهاينة اكثر قسوة من نتنياهو وأشد غلظة من جالانت وأفضل انتماءا لاسرائيل من بن غفير.
ولا تزال القراءة مستمرة في الاثار المترتبة على الفعل ورد الفعل فيما جرى في ليلة 14 ابريل فلا تستعجل بانحيازك