يوسف عبداللطيف
يُعد عيد الفطر المبارك واحدًا من أكثر الأوقات المميزة والجميلة في حياة الأطفال. وتُعتبر الذكريات المرتبطة بأحتفالات عيد الفطر من أكثر اللحظات التي تبقى في الذاكرة لوقت طويل حيث يتم إخبارهم بقدوم العيد من خلال تزيين المنزل وتحضير الحلويات والأطعمة اللذيذة.
وبهذه الطريقة، يمكن للأطفال الاحتفاظ بالذكريات واللحظات السعيدة من حياتهم والتي ترافقهم طوال العمر.
في الوقت الذي نتطلع فيه إلى احتفالات عيد الفطر المبارك، حيث تخرج ذاكرتنا إلى الوراء لنعيش أجمل الذكريات من طفولتنا وكانت احتفالات عيد الفطر دائمًا من أبرز اللحظات التي ننتظرها بفارغ الصبر ولحظة تحديد هلال شوال تعني بالنسبة لنا نهاية شهر رمضان المبارك وبداية احتفالات عيد الفطر.
وكانت الاستعدادات تبدأ قبل أيام من العيد، حيث كانت أمي تبدأ بتحضير أشهى الأطباق التقليدية مثل الكعك والمعمول والبسبوسة وكانت روائح البهارات والحلويات تملأ المطبخ وتمنحنا شعوراً لا يُضاهى بالسعادة والترقب.
فعندما كنا أطفال ويحين يوم العيد نستيقظ مبكرًا لارتداء أفضل الملابس ونتوجه إلى صلاة العيد مع عائلاتنا بعد الصلاة، ونتبادل التهاني ونتلقي الهدايا والأموال من كبار السن. وبعد ذلك تبدأ الاحتفالات والتجمعات العائلية حيث يتم مشاركة الأطعمة اللذيذة والحلويات مع الأقارب والأصدقاء.
ولم يكن العيد مجرد مناسبة للانتعاش والاستراحة بعد شهر صوم، بل كان أيضًا فرصة للتجمع والاحتفال مع الأهل والأصدقاء وكانت الأيام قبل العيد مليئة بالتسوق لشراء الثياب الجديدة وتزيين المنازل بالزينة والأضواء الزاهية.
ومع بزوغ فجر يوم العيد، كانت البداية باكراً مع الصلاة في المسجد تليها الزيارات المتبادلة بين الأقارب وتبادل التهاني والهدايا وكانت الابتسامات تعم الوجوه والأجواء مليئة بالبهجة والسرور.
ورغم مرور السنين، إلا أن ذكريات احتفالات عيد الفطر تظل محفورة في أعماقنا، مثيرة فينا الشوق لتلك الأوقات الجميلة والبراءة التي مرت بسرعة وإننا نأمل أن يعود هذا العيد محملاً بالفرح والسلام للجميع، وتتجدد فيها تلك اللحظات السعيدة التي عشناها في طفولتنا
وعيد الفطر يمثل فترة ترابط عائلي واسع، حيث يتم إعادة الروابط وتجديدها وخاصة للأطفال الذين يحتفظون بها في ذكرياتهم الجميلة. يكون العيد فترة للاحتفال والتقارب وتبادل الحب والسعادة بين الأفراد والعائلات.
وفي النهاية يجسد عيد الفطر قيم السلام والمحبة والتسامح، حيث يقوم المسلمون بتعزيز الروابط الاجتماعية والتضامن مع الآخرين خلال هذا الوقت المبارك وإنها فرصة للتفرغ والاحتفال بإنجاز قدر الفرح والسعادة.