محمد عبدالقدوس
أعلم مقدماً أن عنوان مقالي هذا قد يثير زوبعة وأراهن من سيقول ساخراً
وأنت مين أنت حتى تقول عن ربنا أنه صديقك ؟؟ والحقيقة أنك مجرد عبد من عباده ! وأقول لحضرتك أن كل مقومات الصداقة الحلوة متوفرة مع الله ..
والمؤكد أن كثيراً من الناس مثلي !
والصداقة قوامها الأول الحب .. وأنا أحب الله جداً جداً وهو كذلك في حبه للبشر كلهم ..
وإذا تقدمت من خالقك خطوة جاءك بأكثر من عشر خطوات كما جاء في الحديث الشريف ..
صديق كريم جداً لا تجد له نظيرا بين أصدقاء الدنيا أبدا .. بل إنه يأتي إليك “هرولة” كما جاء في ذات الحديث ..
يعني متلهف لأن يأخذك في أحضانه.
والصفة الثانية في الصديق الحقيقي أنك عندما تقع في أزمة لا قدر الله تلجأ إليه على الفور ،
وهذا ما يفعله كل من يحبون الله .. يلجأون إليه يطلبون من المساعدة في إجتياز المحنة التي يشكون منها ،
ولا يكتفون بالدعاء فقط لأن ربنا صديقي طلب الأخذ بالأسباب التي تعالج ما أشكو منه وهذا هو الفارق بين التوكل على الله والتواكل ، وهو فارق دقيق كما ترى ولكنه مهم لأن ربنا طلب منك أولا أن تساعد نفسك قبل أن يساعدك.
وذات الصفة الثانية تنطبق أيضاً إذا كنت تريد فوزا في الدنيا.
وحاجة حلوة تسعدك في حياتك فإنك تلجأ إلى صديقك الأول الله تطلب منه المعونة لما تريده.
والصفة الثالثة في الصديق المخلص أنه قريب منك جداً جداً ، ويعلم كل أسرارك فلا يخفى عنه شيئ حتى في خصوصيتك
وهذا ما ينطبق تماماً على حبيبي وصديقي الأول الله مع فارق جوهري بينه وبين غيره من الأصدقاء يتمثل في أنه ليس من الضروري أن تحكي له تفاصيل حياتك فهو مطلع عليها ويعرف كل شيء عنها حتى ولو كنت بعيداً عنه.
والصفة الرابعة في الصداقة الحلوة بيني وبين حبيبي الأول أنني أحبه لوجه الله لا أريد منه شيء على الإطلاق ومقولتي تلك تتعارض مع المقولة الشهيرة أن الإنسان يعبد ربه خوفاً وطمعا .. يعني خوفاً من عقابه ورغبة في دخول جنته !!
والعبادة تعني بالدرجة الأولى الحب وليس أبدا عبادة ربنا من منطلق العبد الذليل !
والصفة الأخيرة في الصداقة الحلوة أنها مع صديقي هذا بالذات صداقته تلك التي أتشرف بها مختلفة عن كل صداقات الدنيا التي تقوم بين الأنداد فقط !!
هل وجدت صداقة بين رئيس وغفير ؟؟
أو بين إنسان صاحب ثراء وواحد غلبان ؟؟
أقصى ما بينهم سيكون عطف هذا الغني عليه ومحاولة مساعدته ولكنه لن يكون أبدا في قلب حياته صديق مقرب !!
والذين أعترضوا على قولي أن الله صديقي نظروا إلى كلامي من هذه الزاوية .. فالصداقة عندهم كما عرفوها في الحياة الدنيا تقوم بين الأنداد .. لكن ربنا حبيبي صديقي الأول لأنه يحتضن الجميع ، ويقبل صداقة أي إنسان ..
أنها صداقة من نوع مختلف تماماً عن كل ما نعرفه في حياتنا .. ووجدت في أسماء الله الحسنى ما يدل على صداقته لنا .. مثل اللطيف والودود ..
أحبك يا ربي ..
يا أعظم صديق !