رمضانيات أنور الرشيد
من يُتابع الوضع الديمقراطي في الكويت من السهل عليه أن يكتشف الألاعيب التي نراها ونلمسها ما بين فريقين بشكل عام بغض النظر من مع من ومن ضد من ولكن بالمحصلة النهائية أستطيع أن اسميهما وجهتا نظر، وجهة النظر الأولى تتمثل بمن لايُريد تلك الديمقراطية ولا تلك الحُرية التي يتمتع بها أهل الكويت نتيجة لضمان الدستور لحُريتهم ووجهة نظر أخرى مُتمسكة في حدودها الدينا في دستورها وديمقراطيتها وحُريتها.
اليوم ما نراه على ساحتنا هو بالفعل صراع وهذا الصراع أستطيع أن أسميه صراعاً حضارياً مهما تخلله من شطحات هنا وهناك من طرفي الصراع الذين يستخدمون كل أدواتهم المشروعة منها وغير المشروعة لكسب نقاط على الطرف الأخر وبالتالي كل طرف يحاول تحقيق مكاسب لصالحه على الطرف الأخر وهذا ما جبل عليه أهل الكويت طوال تاريخهم منذ هجرتهم من الخارج مما قبل تكون ووجود الكويت التي أساساً لجئوا لأرضها من أجل هدف واحد بتقديري إلا وهو حُريتهم بعيداً عن تسلط الأنظمة التي هربوا منها ولا أملك للأمانة ما يثبت ذلك ولكني تساءلت عن سبب لجوئهم وسكنهم في أرض قاحلة لا ماء ولا كلأ ما أمامهم غير سيف يصطادون منه ما يسد رمقهم من الجوع وما الذي يدفع إنسان من ترك أراض بها المن والسلوى لأراضي قاحلة غير كرامته وعزت نفسه وشراء حريته؟
ما أود أن أصل له هو أن لجوء الكويتيين للكويت هو من أجل حُريتهم والأجداد لم يسمحوا لأي كان بأن يُصادرها وحافظوا عليها وجاء بعدهم الآباء ورسخوها في دستور واليوم على الأبناء ليس المحافظة على حُريتهم فقط وإنما تطويرها وفق مستجدات العصر وعلى الطرف الأخر أن يعي حقيقة الواقع ولا يعيش بأوهام الماضي مهما امتلك من قوة فالدول والشعوب تتطور وتتقدم وما كان نافعاً بالأمس ليس بالضرورة يكون نافعاً اليوم والذكي بهم يستوعب هذه الحقيقة ويتطور مع تطور العقول والشعوب.
فهل نرى من يستوعب هذه الحقيقة ونجتاز هذه المرحلة بأقل الخسائر من كلى الطرفين؟
هذا ما أتمناه لنساهم جميعنا بصناعة تاريخ من أجل مستقبل الكويت…