إبن كثير يشدد على أهمية الدعاء في ليلة القدر وطلب العفو في شهر رمضان
رغم تباين الآراء، إلا أن المعتقد الشائع بين العلماء هو أن ليلة القدر تقع في العشر الأواخر من شهر رمضان. ومن المهم أن نذكر أن هناك اختلاف في تحديد أي ليلة من العشر الأواخر هي الأرجح لتكون ليلة القدر، وهنا تأتي الأقوال الشتى من عدة مدارس فقهية وفروع فكرية.
فمن بين الأقوال الشائعة، قول بعض الصحابة والتابعين بأن ليلة القدر تكون في الليلة الثالثة والعشرون من شهر رمضان. وقد استند هؤلاء العلماء على أحاديث نبوية تشير إلى أن النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) قال:”تحروا ليلة القدر في العشر الأخير من رمضان، في الوتر منها”.
من جهة أخرى، يرون بعض العلماء من المذهب الشافعي أن ليلة القدر تكون في الليلة الواحدة والعشرين من رمضان. ويستندون إلى آية قرآنية في سورة القدر التي تشير أن القرآن نزل في ليلة القدر، وقد فسر هؤلاء العلماء هذه الآية بأن ليلة القدر تقع في الليلة الواحدة والعشرين.
بجانب هذين القولين، هناك عدد آخر من الأقوال والروايات التي تشير إلى أن ليلة القدر قد تكون في ليال أخرى من العشر الأواخر من رمضان. ويعزو هؤلاء العلماء هذه الآراء إلى الاجتهاد والتفسير الشخصي للنصوص الدينية.
ويعتبر البحث عن ليلة القدر من أهم العبادات التي يمكن أداؤها في شهر رمضان. ففيها يستحضر المسلمون البركات العظيمة والثواب الجزيل. وعلى الرغم من الاختلاف في تحديد وقت هذه الليلة، إلا أن الاجتهاد في البحث عنها وأداء العبادات خلال العشر الأواخر من شهر رمضان يعد أمرا مقبولا بين العلماء.
وقد وردت العديد من الأحاديث النبوية التي تشير إلى أهمية هذه الليلة وأنها تحدث في العشر الأواخر من رمضان. ومن المؤكد أنها تنتقل في أحدى الليالي الفردية من هذه العشر ليكون للمسلمين فرصة للتفاني في العبادة والدعاء في كل ليلة.
بالنظر إلى أختلاف التقاويم والمواقيت في العديد من البلدان، يجب على المسلمين البحث عن ليلة القدر خلال العشر الأواخر من شهر رمضان والتفاني في العبادة والاستغفار خلال هذه الأيام المباركة.
أكد العالم الإسلامي البارز ابن كثير على أهمية الدعاء في جميع الأوقات، وخاصة في شهر رمضان، وفي العشر الأخير منه. وأشار إلى أن الدعاء في ليالي العشر يعد من أشد الأوقات استحبابًا للدعاء.
وأوصى ابن كثير بالاكثار من الدعاء بقول: “اللهم أنك عفو تحب العفو فاعف عني”. حيث يعتبر هذا الدعاء من الأدعية المستحبة التي ينبغي على المسلم أن يتضرع بها إلى الله.
وأشار إلى ضرورة سؤال العفو في ليلة القدر بعد بذل الاجتهاد في العبادات والأعمال الصالحة، حيث قد يجد بعض المؤمنين أنفسهم دون المستوى المأمول في الطاعات، فينبغي لهم التوجه بقلوب تائبة لطلب العفو كحال المذنب المقصر.
وفي ختام كلامه، شدد ابن كثير على أهمية الدعاء والاستغفار في جميع الأوقات، مشددًا على أن العبد يجب أن يكون مستمتعًا بأن يكون في حالة دعاء واستغفار مستمرة ليلاً ونهارًا.
بالنهاية، يمكن القول بأن تحديد ليلة القدر هو أمر ليس قطعيا واضحا بناءً على الدلائل والروايات المتناقضة. ولذلك، ينصح المسلمون بالاجتهاد والتفطن في العشر الأواخر من رمضان والاجتهاد في عبادة الله والابتعاد عن الجدل الزائف حول هذا الموضوع. فالأهم هو الاجتهاد في العمل الصالح والاستمرار في العبادة خلال تلك الأيام المباركة.