الأنظمة السياسية المعاصرة، عرفت أشكال مختلفه من امرض الحكم التي تصيب عدد كبير ممن يحكمون بخلفية دينية أو عسكرية متساندين لقوه او سطوه يتساوى فيها
د.أيمن نور
صاحب القلعة السوداء
حسن الصباح او صاحب البيت الأبيض ، او صاحب القصر ‼️
فالغرور السياسي للحكام هو معضلة عصفت بالعديد من الأنظمة السياسية حول العالم، ومثلت خطرًا كبيرًا على استقرار الدول ومصير شعوبها.
فالحكام المغرورين يرون انفسهم ألهه او أنبياء يملكون مفاتيح الجنة والنار
ويتسم سلوكهم بالتعالي والاعتقاد المفرط في قدراتهم وأحقيتهم في الحكم ،والسلطة،والمتعه ، متجاهلين النقد والرأي العام. هذا النوع من السلوك المنفصل عن الواقع ليس فقط ينسف كل أسس الحكم الرشيد، و يؤدي إلى عواقب وخيمة على البلاد والعباد منها علي سبيل المثال:-
غرور الحاكم يؤدي إلى اتخاذه قرارات غير مدروسة. فالحكام المغرورون يميلون إلى تجاهل المشورة ويكرهون الخبراء، معتمدين على فهمهم الشخصي المحدود . بما يؤدي إلى سياسات فاشلة تكون لها تأثيرات سلبية على السياسة والاقتصاد والمجتمع.وحياه الناس
غرور الحاكم يضعف الثقة في النظام السياسي. عندما يري المواطنون أن قادتهم يتصرفون بغرور منفصلين عن الواقع المر
ولا يأخذون بعين الاعتبار احتياجات وأولويات وآراء الشعب، في افعالهم مما يؤدي إلى تزايد نفورهم ،وشعورهم بالضغوط الحياتية، واليأس من اي اصلاحات حقيقية ،و يدفعهم للعزوف عن المشاركة في الهم العام والانكفاء على أنفسهم وهمومهم
يعزز غرور السياسي الحاكم حاله التشظي والانقسامات الاجتماعية. والميل نحو العنف مما يؤدي إلى تفكك النسيج الاجتماعي.
غرور الحاكم اول خطوه في طريقه إلى إساءة استخدام السلطة. فالحكام المغرورون غالبا ما يقومون بالتلاعب بالدساتير والقوانين، لتعزير سيطرتهم وقمع معارضيهم ،
وتقييد الحريات، مما يؤدي إلى انتهاكات لكافة أشكال الديمقراطية وحقوق الإنسان ولمكافحة سلوك الحاكم المغرور ، من الضروري مواجهته بتعزيز ثقافة الشفافية والمساءلة القانونية والنيابية التي تكفلها كافه الأنظمة السياسيةالمحترمه. ويجب فتح ابواب الحوار الحقيقي لمواجهة الحالة خاصة ،بين قوى المعارضة التي يناط بها ادوار ومهام مختلفه
دور المعارضة
تواجه الأحزاب المعارضة تحديات جمّة عندما يتصدر المشهد السياسي حاكم يتسم بالغرور والاستبداد. فهذا النوع من الحكام يميل إلى تهميش الأصوات المخالفة باعتقالها
أو نفيها او تهميشها مما يضع على عاتق الأحزاب المعارضة مسؤولية كبيرة للدفاع عن مبادئ و قيم الديمقراطية والعدالة. والحرية
في هذا السياق، تبرز الحاجة إلى استراتيجيات فعّالة يمكن للأحزاب وقوى المعارضة اتباعها لمواجهة هذا التحدي.
فيجب علي قوي المعارضة اتخاذ الاستراتيجيات الاتية :
أولا – التوعية والتثقيف
العمل على توعية الجمهور بالسياسات والممارسات التي ينتهجها الحاكم المغرور وتأثيرها المباشر على حياه و معاش الناس، والحريات والحقوق الأساسية
. يمكن في هذا استخدام كل الوسائل المتاحة للإذاعة والنشر للمعلومات وتعزيز الوعي بين المواطنين.
ثانيا – تشكيل جبهة موحدة
التعاون مع الأحزاب الأخرى ومنظمات المجتمع المدني لتشكيل جبهة موحدة ضد الحاكم المغرور. فالوحدة تزيد من قوة الصوت المعارض وتعزز فرص التأثير في الرأي العام والضغط على النظام
فالحاكم المغرور ليس بقوته وسلطته فحسب وإنما يستمد غروره
من ضعف وفرقة معارضيه‼️
ثالثا – استخدام الوسائل القانونية
التمسك بالقوانين والمؤسسات القانونية كوسيلة لمواجهة الغرور والتجاوزات. و يمكن للأحزاب المعارضة اللجوء إلى القضاء للطعن في القرارات غير القانونية أو التي تنتهك الحقوق والحريات.مهما كان حجم الثقة في جدوي هذا المسلك ومهما كان الطريق وعرا…
رابعا – تقديم بدائل واضحة
تطوير وعرض بدائل سياسية واقتصادية واضحة وعملية لسياسات الحاكم المغرور.
و يأتي ذلك من خلال تقديم رؤية بناءة وشاملة، يمكن من خلالها للأحزاب المعارضة كسب دعم الجمهور وتعزيز مكانتها كبديل موثوق.
خامسا -التركيز على التواصل الفعّال
تحسين قنوات التواصل مع الجمهور واستخدام اللغة التي تصل إلى قلوب وعقول الناس. والالتزام بالشفافية والصدق في التواصل ،ويبرز هنا اهمية التحالف مع منظمات المجتمع المدني والنقابات والجمعيات المهنية فهو يوفر دعمًا كبيرًا للأحزاب المعارضة. فمثل هذه التحالفات تعزز من قوة الصوت المعارض وتوسع قاعدته الشعبية، مما يساعد في تشكيل جبهة وطنية موحدة لإنقاذ البلاد من محاولات تقويض الحريات العامة أو تجاوز القانون.والمطالبة بالشفافية والمساءلة
ومن الضروري أن تضغط الأحزاب المعارضة من أجل تحقيق أعلى درجات الشفافية في العمل الحكومي وأن تسعى لمحاسبة الحكومة على التجاوزات أو الإخفاقات. من خلال مراقبة السياسات الحكومية والمطالبة بفتح تحقيقات في أي قضايا فساد أو استغلال للسلطة.
ولزوما قيام المعارضة بتقديم البدائل الواقعية والموضوعية المدروسة بدقة فمن المهم ان المعارضة تقوم بدور أكثر من مجرد النقد. من خلال تطوير برامج وخطط تنموية شاملة، تمكن المعارضة من إظهار جدارتها للجمهور وكسب ثقتهم.
واخيرا
أحزاب المعارضة تلعب دورًا حيويًا في اي نظام سياسي إذا كان لديها رؤيه ورؤية بديلة واستراتيجيات واضحة
ومثل هذه الاستراتيجيات، يمكن المعارضة من لعب دور محوري في حماية الديمقراطية وضمان حكم يراعي مصالح جميع المواطنين ولا يسمح بظهور حاكم مغرور جديد▪️