انعكاسات انتخابات البلدية في تركيا..هل يستعيد حزب أردوغان “إسطنبول”؟
خارطة انتخابات إسطنبول.. 49 مرشحاً يتنافسون على أهم بلدية في تركيا
بين انتخابات محلية وأخرى في تركيا دائما ما تتردد أصداء عبارة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الشهيرة التي قال فيها: “من يسيطر على مدينة إسطنبول يمكنه أيضا حكم البلاد بأكملها في الانتخابات العامة”.
من خلال هذه العبارة أعطى الرئيس التركي قبل سنوات بعدا سياسيا للمنافسة الانتخابية المحلية في البلاد، والخاصة بإسطنبول على وجه التحديد.
ورغم أن الصبغة التي فرضها على مشهد الاستحقاق الداخلي كان لها الوقع الأكبر وربما “الاستثنائي” تبرز عدة عوامل أخرى حسبما يوضح خبراء ومراقبون لموقع “الحرة”، بينما يقولون إن آثارها ما تزال قائمة حتى الآن.
في الحادي والثلاثين من مارس الحالي ستشهد تركيا انتخابات محلية يشارك فيها 34 حزبا، وعلى خلاف سابقتها التي حصلت في 2019 لا تلوح في أفقها حتى الآن معالم أي تحالفات، ولا سيما لدى ضفة أحزاب المعارضة.
الانتخابات المحلية تأتي بعد 10 أشهر من فوز إردوغان بالانتخابات الرئاسية، وحصول حزبه الحاكم “العدالة والتنمية” على الأغلبية في البرلمان، بعدما تحالف مع “حزب الحركة القومية” وأحزاب صغيرة أخرى.
ومن المتوقع أن تحدد نتائجها مصير سياسيين معارضين، من بينهم عمدة إسطنبول الحالي، أكرم إمام أوغلو.
وستكون مهمة أيضا على صعيد استمرارية المعارضة ككل في البلاد أو لجهة تعزيز وجود الحكومة وجذور الحزب الحاكم (العدالة والتنمية).
كيف تبدو المنافسة؟
تستهدف الانتخابات جميع الولايات التركية، ومن المقرر أن يشارك فيها ما مجموعه 61 مليونا و441 ألفا و882 ناخبا مسجلين لدى “الهيئة العليا للانتخابات” (YSK).
ومع ذلك تأخذ حيز اهتمام وتركيز كبير في المدن الثلاث الكبرى، وهي إسطنبول وأنقرة وإزمير.
في هذه المدن دائما ما يسود الترقب وتحبس الأنفاس بشأن النتائج الخاصة بها بعد عمليات فتح وفرز الأصوات.
ورغم وجود عدة مرشحين الآن تشير المعطيات إلى أن المنافسة ستكون محتدمة على نحو أكبر بين مرشحي “تحالف الجمهور” وأولئك الذين اختارهم “حزب الشعب الجمهوري”.
يضم “تحالف الجمهور” حزب “العدالة والتنمية” الحاكم وحليفه “حزب الحركة القومية”، ومرشحهما عن مدينة إسطنبول، مراد قوروم وفي أنقرة تورغوت ألتينوك وحمزة داغ في إزمير.
وفي المقابل يقود دفّة “الشعب الجمهوري” أكبر أحزاب المعارضة في إسطنبول أكرم إمام أوغلو، وفي أنقرة منصور يافاش وجميل توغاي في إزمير.
يوضح الدكتور سمير صالحة، وهو كاتب وباحث تركي، أن “الانتخابات المحلية في تركيا دائما ما تجري تحت تحت تأثير أكثر من عامل سياسي وحزبي واقتصادي وأمني”.
ويقول لموقع “الحرة”: “لم نر انتخابات منذ 1930 دون أن نشهد مثل هذا التشابك بين العوامل المذكورة أعلاه”.
وحتى لو كان موضوع النقاش الأساسي هو البنى التحتية والكهرباء والمياه والمواصلات دائما ما تتطغى النقاشات السياسية في كثير من الأحيان، وخاصة خلال الحملات الانتخابية، وفق حديث صالحة.
يحاول الرئيس إردوغان وحزبه الحاكم في هذه الانتخابات استعادة إرث “العدالة والتنمية” في إسطنبول، بعدما فقدوه قبل 4 سنوات، عندما انتزع إمام أوغلو كرسي رئاسة البلدية في 2019.
ومع أنهم يركزون اهتمامهم أيضا على أنقرة، تبدو الأنظار موجهة بقدر كبير على إسطنبول ومرشحها مراد قوروم، القادم من وزارة البيئة والتحضر العمراني.
من جانب المعارضة وبالتحديد “الشعب الجمهوري” تعتبر هذه الانتخابات الأولى التي يخوضها بعد الخسارة التي مني بها رئاسيا وبرلمانيا، في مايو 2023.
الحزب المذكور الآن بزعيم جديد هو أوزغور أوزيل، والذي خلف كليتشدار أوغلو بعد هزيمته أمام إردوغان.
ويحاول “الشعب الجمهوري” تثبيت أقدام إمام أوغلو من جديد في إسطنبول ومنصور يافاش في أنقرة، مع غياب أي ملامح لما ستكون عليه النتائج في يوم 31 من مارس.
“تختلف هذه المرة”
الدكتور صالحة يشير إلى أن الانتخابات الحالية تبدو مختلفة عن أجواء وحيثيات الانتخابات السابقة، ويقول إن هناك عوامل جديدة دخلت على الخط، مثل موضوع التحالفات الحزبية.
“تحالف الجمهور” الذي يضم “العدالة والتنمية” و”الحركة القومية” مازال على ذات حالة التنسيق التي كان عليها، وفق الكاتب وهو أستاذ في العلاقات الدولية أيضا.
ويضيف المقابل أن “الطاولة السداسية التي شكلتها المعارضة قبل قرابة العام تفككت، وحتى أن أطرافها دخلوا بسجالات حزبية معقدة”، وأن ذلك قد يمنح الكثير من الفرص لمرشحي “تحالف الجمهور”.
ومع ذلك يرى الباحث أن “هناك تنسيقا غير معلن بين حزب ديم الكردي (الشعوب الديمقراطي سابقا) وحزب الشعب”.
ويتابع أن “تأثير ذلك قد نراه في المدن الكبرى في إسطنبول وإزمير وأنقرة ومرسين وأضنة التي يلعب فيها الصوت الكردي دورا”.
ويشرح الباحث السياسي التركي، هشام جوناي أن الشخصية المرشحة دائما ما تكون بارزة على نحو أكبر في الانتخابات المحلية وعند قياسها بالحزب ككل.
مثال على ما سبق يطرحه جوناي، بقوله إن “رئيس بلدية أنطاكيا الحالي عن حزب الشعب الجمهوري لطفي سافاش كان قبل دورتين ضمن صفوف العدالة والتنمية”.
ويتابع في حديثه لموقع “الحرة” أن “هذه الحالة تشير إلى أن الناس وعندما يحبون شخصا لا ينظرون إلى أي حزب ينتمي”.
“هناك أشخاص فازت في السابق وترشحت بشكل مستقل”، ويؤكد الباحث على فكرة “التأثير الخاص بالشخصيات المرشحة”، وأن ذلك قد نراه في الاستحقاق المقبل.
“صراع شخصي في إسطنبول”
وستبدأ عملية الاقتراع صباح يوم 31 من مارس، وسيكون اليوم الأول من أبريل تاريخا جديدا على صعيد بلديات المقاطعات، خاصة إسطنبول التي دائما ما ينظر إليها بعين الأهمية، إلى جانب أنقرة العاصمة السياسية لتركيا.
في الانتخابات المحلية لعام 2019، كان أحد أكثر الأمور التي تم الحديث عنها بعد انتخاب أكرم إمام أوغلو عمدة بلدية إسطنبول هو ما إذا كان سيكون مرشحا للرئاسة وما إذا كان سيفوز إذا كان كذلك.
واستمر الأمر خلال عملية اختيار المرشحين لانتخابات 2023. ومع ذلك، عندما كان المرشح الرئاسي كمال كيليتشدار أوغلو، لم يكن من الممكن اختبار الطرح المذكور.
ويقول الخبراء إنه إذا فاز إمام أوغلو مرة أخرى (دون الحاجة إلى تحالف) فإن يده ستكون أقوى بكثير وستحدد الانتخابات مستقبله السياسي، وفي حالة غير ذلك قد يستقر به الحال للانسحاب من المشهد السياسي.
يشير الباحث جوناي إلى أهمية المنافسة في إسطنبول، من زاوية الميزانية المخصصة لها، والتي تفوق ميزانيات مدن كثيرة في القارة الأوروبية.
ويقول إن “الصراع سيكون على التحكم بهذا القدر من المال ومصادر التمويل”.
علاوة على ذلك تتمتع إسطنبول بأكبر عدد من السكان، ومن المعروف أنه عندما يكون شخصا ما في منصب رئيس البلدية سيكسب شعبية كبيرة، وفي حال أرضا السكان “سيكون له مستقبل سياسي”، وفق الباحث.
“الصراع الآن شخصي بين إردوغان وبين إمام أوغلو” رغم وجود مراد قوروم كمرشح، حسب جوناي.
ويوضح أن إردوغان بدأ مشواره السياسي من إسطنبول، وكان أول منصب مهم بالنسبة لديه هو رئيس البلدية، التي بقيت في يد “العدالة والتنمية” طوال 25 عاما.
ولا يريد الآن تكرار الهزيمة في انتخابات 2019.
في المقابل وبالنسبة لإمام أوغلو يضيف جوناي أن حالة فوزه قد تعني أنه “سيحظى بكلمة ودور في إدارة البلاد، وربما سيترشح للرئاسة التركية في المرحلة المقبلة”.
“معركة معنوية”
في غضون ذلك يعتقد الباحث وأستاذ العلاقات الدولية صالحة أن “معركة إسطنبول ستكون معنوية لكلا الطرفين”، أي المعارضة والحزب الحاكم.
ويشير إلى أهمية المدينة من منطلق “الموقع الاستراتيجي والسياحة والاستثمارات والموازنة المخصصة”، وأن “كل هذه العوامل تعكس أهمية المدينة الكبيرة، دون أن يشمل ذلك المسألة المعنوية”.
صالحة يتوقع أن نرى في الانتخابات المحلية المقبلة ذات السيناريو الذي شهدناه في مايو الماضي، من زاوية “خلط الأوراق على مستوى الأحزاب والتحالفات”.
ويقول إن “شكل النتائج قد يقرر ما يدور الحديث عنه بشأن الانتخابات المبكرة بعد 3 سنوات، ونية الرئيس التركي إردوغان الترشح لولاية رئاسية ثالثة”.
وقد تكشف النتائج أيضا عن “مفاجأة” تتعلق بحصة حزب “الرفاه من جديد” الذي يتزعمه فاتح إربكان، والذي لم يتحالف مع “العدالة والتنمية” في هذه الانتخابات، وقرر خوضها منفردا.
وكان الحزب المذكور قد حصل على 2.8 بالمئة من مجموع الأصوات في الانتخابات الماضية.
ويعتقد صالحة أن قراره المنفرد “يقلق قيادات حزب العدالة والتنمية في بعض المدن الحساسة”، ويلفت من جانب آخر إلى الصوت الكردي وما إذا كان سيلعب دورا كما في الانتخابات الماضية، لتعديل كفة مرشحي “الشعب الجمهوري”.
ورغم أن الانتخابات الرئاسية الأخيرة أظهرت أن من يفوز بإسطنبول لا يفوز بتركيا بالضرورة، على عكس مقولة الرئيس أردوغان الشهيرة “من يفوز بإسطنبول يفوز بتركيا”، حيث استطاع التجديد لنفسه في انتخابات الرئاسة الصعبة ومن جولة ثانية دون أن تكون إسطنبول بيد حزبه.
وليس من الخطأ الإشارة إلى أن طريق نجاح اللاعبين السياسيين وأحزابهم يمر عاجلاً أو آجلاً عبر إسطنبول. فهي محرك الاقتصاد ومستوى القوى العاملة والجودة والكثافة القطاعية والتنوع.
ومن نافل القول، الحديث أن هذه الولاية العملاقة في حجمها وإرثها التاريخي، هي نقطة البداية لفهم كيف سيتشكل مستقبل السياسة التركية، من الجهات الفاعلة فيها إلى مؤسساتها.
يورد هذا التقرير أسماء جميع المرشحين لرئاسة البلدية عن طريق أحزابهم السياسية ومن ترشحوا كمستقلين، مع التركيز على أبرز الأسماء التي لديها حظوظ للفوز بأصوات أكبر كتلة سكانية في عموم تركيا.
مراد كوروم
مرشح “تحالف الشعب” الذي يشكله حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية وحزب الوحدة الكبرى، وأحد الأكثر حظوظاً في الحصول على المنصب باعتباره مرشحاً عن أكبر كتلة سياسية لديها أغلبية في البرلمان، ومدعوم من الرئيس أردوغان.
يقدم مراد كوروم نفسه بأنه “حلال المشاكل” لأزمات إسطنبول التي زادت خلال السنوات السابقة، خصوصاً بما يخص الخدمات والازدحام المروري القاتل، وتأسيس المشاريع الضخمة التي باتت الحكومة تنفذها عبر الوزارات مباشرة دون إشراك البلدية ومؤسساتها فيها لكي تخدم وعود ومشاريع الرئيس، مثل مترو مطار إسطنبول – غيرتيبيه، ومترو سيركجي – كزلتشيشمه، ومترو كيرازلي – بكركوي، ومترو مطار إسطنبول – أرناؤوط كوي”.
وقدم مراد كوروم برنامجاً انتخابياً غنياً بالوعود ومخططات المشاريع والحوافز لسكان ولاية إسطنبول حتى ينتخبوه بهدف إعادة البلدية الأهم إلى سلطة العدالة والتنمية، والتي تعد بوابة مهمة للاستمرار في التجديد للحزب الحاكم في الرئاسة والبرلمان.
وأسهم نشاط كوروم عندما كان وزيراً لـ “البيئة والتخطيط العمراني وتغير المناخ” في الترويج له، خصوصاً بما يتعلق بمشاريع التحول العمراني وسط المخاوف من زلزال مدمر قد يضرب إسطنبول، مثلما حصل في جنوبي تركيا وشمالي سوريا في 6 شباط 2023.
أكرم إمام أوغلو
مرشح حزب الشعب الجمهوري أكبر أحزاب المعارضة التركية، شخصية أصبح لها وزنها في السياسة الداخلية، وصعد صعوداً سياسياً سريعاً إلى القيادات العليا في الحزب، وكاد أن يكون مرشحاً رئاسياً في انتخابات 2023 لولا إصرار كمال كليتشدار أوغلو (رئيس الحزب حينها) على ترشيح نفسه في مواجهة أردوغان والتي انتهت بخسارته الانتخابات ورئاسة الحزب والحياة السياسية أيضاً.
كان أكرم إمام أوغلو صدمة انتخابات 2019 بحصوله على رئاسة بلدية إسطنبول، ونزعها لأول مرة من يد العدالة والتنمية، بعد تكتل كل أحزاب المعارضة خلفه، حيث جمع أصوات حزبه وأصوات القوميين المعارضين لأردوغان وأصوات المكون الكردي أيضاً.
وكانت السنوات الخمس التي رأسها إمام أوغلو محط جدل واسع بين معارض ومؤيد، خصوصاً مع الحوادث الكثيرة التي شهدتها المدينة وكان في كل مرة خارج المدينة.
وأثار إمام أوغلو الجدل بشكل أكبر مع اهتمامه بانتخابات الرئاسة أضعاف اهتمامه بإسطنبول التي صعدت باسمه سياسياً من رئيس بلدية بيليك دوزو (إحدى بلديات إسطنبول) إلى رئيس بلدية إسطنبول ومنها إلى نائب رئيس محتمل فيما لو كان كمال كليتشدار أوغلو قد فاز بالمنصب.
يعتقد أكرم إمام أوغلو أنه منافس مباشر للرئيس أردوغان الذي ينتقده دوماً دون ذكر اسمه، مؤكداً على أهمية استعادة إسطنبول من أيدي من ضيعها.
في المقابل يعرف إمام أوغلو أن الانتخابات المقبلة ستكون أصعب من التي سبقتها عام 2019، حيث لا يوجد أي تحالفات مع حزبه تدعمه، حيث قدم القوميون المعارضون (حزب الجيد) مرشحاً لهم، وكذلك بالنسبة لحزب المساواة والديمقراطية الشعبية (ديم) الذي يعد أكبر الأحزاب الكردية في البلاد.
بوغرا كافونكو
مرشح حزب الجيد أبرز حزب قومي يمني معارض في البلاد، يشغل منصب كبير مستشاري الحزب قائلاً بعد إعلان ترشيحه من زعيمة الحزب ميرال أكشنر: “الواجب والمسؤولية هما فوق كل شيء. نحن تربينا على وعي بأنه عندما يقع الواجب على عاتقنا، علينا أن نتحملها، اليوم من أجل حزبنا، وغدًا من أجل بلادنا”.
لا تعد حظوظ بوغرا قوية جداً مقارنة بكوروم وإمام أوغلو، فحزب الجيد رغم أن له تمثيلاً في البرلمان، إلا أن صعوده ارتبط إلى حد كبير بالتحالفات، فهو لم ينجح بالفوز بأي بلدية في انتخابات 2019 في إسطنبول وعموم تركيا.
ورغم صعود النفس القومي داخل تركيا، خصوصاً في ظل الحملات الانتخابية الأخيرة، إلا أن المكاسب كانت من نصيب العدالة والتنمية وحلفائه، الذين استمروا بالحفاظ على الرئاسة والبرلمان ومن المتوقع أن يكون لذلك تأثير على الانتخابات المحلية أيضاً.
يركز بوغرا كافونجو في حملته على الخطاب المعادي للاجئين والأجانب في وعود تستهدف السوريين بشكل خاص والعرب بشكل عام، وهي وعود تثير الجدل في الشارع التركي وتحقق انتشاراً على مواقع التواصل الاجتماعي وإن لم تسهم في زيادة أصوات الحزب بشكل كبير بالانتخابات البرلمانية الأخيرة.
بيرول آيدن
مرشح حزب السعادة، أحد أبرز الأحزاب المحافظة في البلاد المحسوبة على التيار الإسلامي، أسسه السياسي الراحل نجم الدين أربكان (رئيس وزراء تركيا لأكثر من مرة). يعمل المرشح من خلال حزبه على استقطاب الجماعات الدينية في إسطنبول ويركز على المحافظين في الولاية، خصوصاً في مناطق الفاتح وأيوب سلطان وغازي عثمان باشا وأسكدار.
ويرى المرشح أن مشكلة إسطنبول الكبرى هي في حركة المرور والازدحام في وسائل النقل واعداً بوضع حلول لها.
وقال آيدن في تصريحات له: “لقد تم إنجاز الكثير من العمل في إسطنبول منذ عام 2004 حتى عام 2019، لكن المشكلات ما تزال قائمة”.
وشدد آيدن على أن عدد سكان إسطنبول مرتفع جداً، وفي حال فوزه سيعمل على تطوير مشاريع جذابة لأولئك الذين لا يشعرون بأنهم مضطرون للعيش في هذه المدينة، واتخاذ خطوات واقعية فيما يتعلق باللاجئين وتقليل عدد سكان إسطنبول تدريجياً.
مهمت ألتينوز
مرشح حزب “الرفاه من جديد”، أحد الأحزاب المحافظة، أسسه فاتح أربكان نجل نجم الدين أربكان. كان الحزب يريد التحالف مع حزب العدالة والتنمية في انتخابات البلدية أسوة بانتخابات الرئاسة، مقابل حصوله على بعض البلديات في إسطنبول، لكن الحزب الحاكم رفض ذلك، مؤكداً على أن استطلاعات الرأي تشير إلى أن نسب الحزب ضئيلة جداً ولا تمكنه من الفوز ببلديات صغرى ولا كبرى.
يركز الحزب أيضاً على الفئة المحافظة في إسطنبول، متبعاً خط “الرؤية الوطنية” التي وضعها “أربكان الأب”، معتمداً على مبادئ “الأخلاق والروحانية أولاً”.
ميرال دانيش بيشتاش ومراد تشيبني
مرشحا حزب المساواة والديمقراطية الشعبية (ديم) أكبر الأحزاب الكردية في تركيا، تعد حظوظ المرشحين المشتركين لرئاسة بلدية إسطنبول شبه معدومة وفق استطلاعات الرأي باعتبار أن من يصوت لهم بشكل أساس هو المكون الكردي غير المحافظ، وقلة قليلة جداً من المواطنين الآخرين.
في انتخابات 2019، دعم الحزب أكرم إمام أوغلو وكان سبباً أساسياً في وصوله إلى منصب رئاسة بلدية إسطنبول، رغم تصويت أن المحافظين الأكراد صوتوا لحزب العدالة والتنمية.
في هذه الانتخابات رشح حزب “ديم” أعضاء منه لمنصب رئاسة البلدية، وفيما يبدو أنه لن يدعم إمام أوغلو، إلا إن قررت قيادة الحزب سحب المرشحين في اللحظة الأخيرة، الأمر الذي قد يكون لصالح مرشح المعارضة الأبرز إمام أوغلو.
لدى ميرال دانيش بيشتاش ومراد تشيبني وعود كثيرة جداً، أهمها جعل إسطنبول مدينة السلام للشعوب والمعتقدات، عبر نقش كل ثقافة ولغة ومعتقد يعيش في إسطنبول على أحجار وتراب المدينة.
وأكّد المرشحان أنهما سيعملان على حماية وتطوير اللغات الكردية والسريانية والأرمنية والعربية واللازية واليونانية وغيرها من اللغات. وسيعملون على حل مشكلات المرور والتحول العمراني وتحقيق المساواة للنساء وغير ذلك.