عودة سعد زغلول من المنفى.. استقبال جماهيري حاشد لزعيم الأمة
تحل اليوم، الذكرى 103، على عودة الزعيم المصري الكبير، سعد زغلول ورفاقه من الوفد المصري، من منفاه الثاني، في جزيرة سيشيل، وذلك في 29 مارس من عام 1921.
قرر الاحتلال نفى زغلول خوفا من التحام الأمة المصرية بعدما قام سعد بالشروع في العمل على تشكيل الوفد المصرى للدفاع عن القضية المصرية عام 1918 ضد الاحتلال الإنجليزي حيث دعا أصحابه عبد العزيز فهمى وعلى شعراوى وآخرين إلى مسجد “وصيف” فى لقاءات سرية للتحدث فيما كان ينبغى عمله للبحث فى المسألة المصرية بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى فى عام 1918م.
يقول الكاتب الكبير عباس محمود العقاد في كتابه “سعد زغلول زعيم الثورة” : وصار الوزراء والأحزاب يقدمون طلب الإفراج عن سعد وسائر المنفيين والمعتقلين على كل طلب آخر فى البرامج الوزارية والحزبية، شعرت الحكومة البريطانية بأن نجاح كل سياسة فى مصر مستحيل مع بقاء سعد فى منفاه. واضطر الحاكم الإنجليزي إلى الإفراج عن سعد زغلول وزملائه وعادوا من المنفى إلى مصر، وسمحت إنجلترا للوفد المصرى برئاسة سعد زغلول بالسفر إلى مؤتمر الصلح فى باريس ليعرض عليه قضية استقلال مصر.
استقبل المصريون زغلول ورفاقه استقبالًا شعبيًا حارًا، ويقول المؤرخون ان القاهرة شهدت زحاما غير مسبوق على طول طريق الموكب من باب الحديد إلى بيت الامة، والسلطات البريطانية أعلنت في الوقت نفسه أنها لن تتفاوض حول إنهاء الحماية المفروضة على مصر مع غير عدلى باشا يكن رئيس الحكومة الذى عينه السلطان فؤاد.
وبعد عودته من المنفى، قام بتأسيس حزب الوفد المصري، ودخل الانتخابات البرلمانية عام 1923، ونجح فيها حزب الوفد باكتساح، ثم تولى رئاسة الوزراء من عام 1923 حتى عام 1924، حيث تمت حادثة اغتيال السير لى ستاك قائد الجيش المصرى وحاكم السودان، والتى اتخذتها سلطات الاحتلال البريطانى ذريعة للضغط على الحكومة المصرية، ومارست بريطانيا تهديدات شديدة ضد مصر، فاضطر سعد باشا لتقديم استقالة حكومته فى 24 نوفمبر 1924، واعتزل الحياة السياسية بعدها حتى وفاته فى 23 أغسطس عام 1927.