د. محمد عماد صابر
لا يظن أحدا أن حرية الإعلام مجرد حريّة فردية تعبر عن اتجاه خاص لا يقاسم الشعوب آمالها الوطنية وحلمها في غد أفضل، بل هى لبنة أساسية في جدار الديمقراطية وحصنا أمينا لأى مكتسبات ثورية، وقد تجلّت كل هذه المعاني في إعلام المعارضة بالخارج وبالأخص قناة الشرق التي وُلدت من رحم الكفاح رغم التضييق والملاحقات وضيق اليد.
أطلّت علينا قبل أيام الذكرى العاشرة لانطلاق قناة الشرق، يترادف معها انطلاقة جديدة لموقع أخبار الغد الالكتروني في ثوب حداثي قشيب وسياسة تحريرية متوازنة، على يد نخبة مثقفة ومهنية تحترم عقل القارئ وتؤمن أن الإعلام رسالة لا تقل أمانة وأهمية عن الرسالات السماوية كونها تتوجه نحو العقول والأخلاق وتحمل رموزا فكرية وأخلاقية عابرة للثقافات.
على مدار عشر سنوات كانت الشرق صوت من لا صوت له ومنبر الواعدين ممن يؤمنون بأحقية الشعوب في نيل حريتها وتحقيق آمالها الوطنية وحريتها في التعبير الذي نصت عليه كل المعاهدات الدولية، ففي المادة العاشرة من الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان: “أن لكل إنسان الحق في حرية التعبير، يتضمن هذا الحق حرية إبداء الرأي وحرية نقل واستقبال المعلومات والأفكار دون تدخل من السلطات العامة وبغض النظر عن الحدود” وقد كسرت الشرق هذه الحدود وأفسحت مساحات تعبيرية لكل المصريين بمختلف توجهاتهم ومشاربهم ما أضفى عليها مشروعية شعبية وجماهيرية كانت سببا في ديمومتها على مدار عشر سنوات لاقت فيها من تشويه السمعة والنيل من رموزها ما يثبط الهمم ويُخمل العزائم إلا أنها أبت أن ترضخ وتخضع رافعة شعار”الشرق لكل المصريين”
كان نقدها موجها للآراء وليس انتقاصا من الأشخاص، اختلافها اختلاف تنوع وليس اختلاف تضاد، تبحث وما زالت عن أرض مشتركة ونقطة التقاء مع مخالفيها لتحقيق المصلحة العامة وإعلاء قيمة الحقائق وإن آلامت البعض، في النهاية الحق أكبر من الجميع.
أرادوا أن يطفئوا نور الشرق بالتشويش والتقليد والتشويه غير مدركين أن قوة مناعتها مستمدة من عدالة رسالتها وصحيح النهج التي سارت عليه منذ تأسيسها، مبارك للشرق ولفريق العمل وعلى رأسهم دكتور أيمن نور صاحب الرؤية الذي ملأ فراغا إعلاميا من الصعب أن يملأه غيره.
د. محمد عماد صابر