مصر تطلب تمويل ومساعدات عسكرية أميركية لتأمين الحدود” قبل العملية العسكرية لإسرائيل في رفح
كشفت مجلة “بوليتيكو” الأميركية أن المسؤولين المصريين قد طلبوا من الولايات المتحدة تقديم دعم تمويلي ومعدات أمنية خلال مفاوضات حول الوضع في غزة، بما في ذلك نظام الأمن والرادار، لتأمين الحدود مع غزة. وذكرت المجلة أن القاهرة طلبت هذا الدعم استعداداً لعملية عسكرية إسرائيلية محتملة في رفح. تمت هذه الطلبات في إطار المحادثات بين الولايات المتحدة، قطر، مصر وإسرائيل للوصول إلى وقف لإطلاق النار في غزة، والذي يهدف إلى إطلاق سراح الرهائن المحتجزين من قبل حماس. إسرائيل أعلنت نيتها طرد مسلحي حماس من الجزء الجنوبي من غزة خلال عملية عسكرية في رفح، وهناك مليون فلسطيني مهددون بالنزوح.
انطلقت الحرب بعد هجوم قوي من حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر، مما أسفر عن مقتل أكثر من 1160 شخصًا، بينهم نساء وأطفال، واختطاف حوالي 250 شخص، تبقى 130 منهم رهائن في غزة. ردًا على ذلك، تعهدت إسرائيل بالقضاء على حماس وشنت عملية عسكرية مدمرة في غزة، أسفرت عن مقتل أكثر من 31 ألف فلسطيني، بغالبيتهم من النساء والأطفال. بالرغم من تحذيرات العالم، استمرت إسرائيل في عمليتها على حدود رفح مع مصر، حيث يقطن 1.5 مليون شخص، معتبرة هذه العملية ضرورية. في يناير، حذرت مصر إسرائيل بشدّة من تهديد خطير للعلاقات بينهما إذا انتهكت محور فيلادلفيا الفاصل بين غزة ومصر.
محور فيلادلفيا، المعروف بـ “محور صلاح الدين”، منطقة عازلة بموجب اتفاق السلام بين مصر وإسرائيل عام 1979، طوله 14 كلم. تتطلب إسرائيل موافقة مصرية لشن أي عملية عسكرية فيه حسب الاتفاق السلامي. التدخل في رفح يُجبر سكان غزة على الفرار جنوبًا. القلق يدور حول عبور مسلحي حماس إلى سيناء، منطقة هاجمتها متطرفين سابقًا. تمويل ومعدات إضافية تساعد الجيش المصري على التعامل مع تدفق سكان غزة على حدودها، حسب مسؤولين لمجلة “بوليتيكو”.
قال مسؤولان أميركيان إن تقديم طلبات من قبل مصر، بالرغم من نموذجيتها، أضافت تعقيدًا وبطأ إلى المفاوضات الدولية المكثفة. وأكد مسؤول إسرائيلي أن التقدم في غزو رفح يتطلب موافقة مصر بسبب قلقهم من شأن الحدود وعدم رغبتهم في استقبال سكان غزة في رفح. أما وزارة الخارجية المصرية فامتنعت عن التعليق، وكذلك الخارجية الأميركية.
وأوضح مسؤول أميركي ثالث أن الإدارة سرعت المحادثات مع مصر في الأسابيع الأخيرة، بسبب تزايد المخاوف حيال الحدود، مشيرًا إلى رغبة واشنطن في منع حماس من التهريب عبر أي طريق قد تكون ممكنة.