قال جمال الدين الأفغاني عن السلطان عبدالحميد الثاني
( إن السلطان عبدا لحميد لو وزن مع أربعة من نوابغ رجال العصر لرجحهم ذكاء ودهاء وسياسة، خصوصاً في تسخير جليسه، ولا عجب إذا رأيناه يذلل لك ما يقام لملكه من الصعاب من دول الغرب، ويخرج المناوئ له من حضرته راضياً عنه وعن سيرته وسيره، مقتنعاً بحجته سواء من ذلك الملك والأمير والوزير والسفير…)
ويقول أيضا: (أما مارأيته من يقظة السلطان ورشده وحذره وإعداده العدة اللازمة و مكائد أوروبا وحسن نواياه واستعداده للنهوض بالدولة الذي فيه نهضة المسلمين عموماً، فقد دفعني إلى مد يدي له فبايعته بالخلافة والملك، عالماً علم اليقين ، أن الممالك الإسلامية في الشرق لا تسلم من شراك أوروبا، ولا من السعي وراء اضعافها وتجزئتها وفي الأخير ازدرائها واحدة بعد أخرى، إلا بيقظة وانتباه عمومي وانضواء تحت راية الخليفة الأعظم…)
من أقوال السلطان عبدالحميد الثاني
( أنصحوا الدكتور هرتزل بألا يتخذ خطوات جدية في هذا الموضوع فإني لا أستطيع أن أتخلى عن شبر واحد من أرض فلسطين ، فهي ليست ملك يميني، بل ملك الأمة الإسلامية، ولقد جاهد شعبي في سبيل هذه الأرض ورواها بدمه، فليحتفظ اليهود بملايينهم، وإذا مزقت دولة الخلافة يوما فإنهم يستطيعون آنذاك أن يأخذوا فلسطين بلا ثمن، أما وأنا حي فإن عمل المبضع في بدني لأهون علي من أن أرى فلسطين قد بترت من دولة الخلافة وهذا أمر لا يكون إني لا أستطيع الموافقة على تشريح أجسادنا ونحن على قيد الحياة) . اهـ
وقال – رحمه الله – ( يجب تقوية روابطنا ببقية المسلمين في كل مكان، يجب أن نقترب من بعضنا البعض أكثر وأكثر، فلا أمل في المستقبل إلا بهذه الوحدة، ووقتها لم يحن بعد، لكنه سيأتي اليوم الذي يتحد فيه كل المؤمنين وينهضون نهضة واحدة ويقومون قومة رجل واحد يحطمون رقبة الكفار ) . اهـ
لقد خدم السلطان عبدالحميد – رحمه الله – الأمة الإسلامية مدة ثلاثين عاما وعلى الرغم من ضعف الدولة العثمانية في عهودها الأخيرة وتكالب الأعداء عليها من جميع الجهات أن يقوم بخدمات جلىّ للبلاد فاقت ما قام به أقرانه من السلاطين المتأخرين . الخ.
وبعد هذا السرد الموجز نعتذر للقارئ الكريم أننا لم نأتي على كثير من جوانب حياة هذا الرجل البطل الذي ظل وفيا لأمته لأن الإتيان على ذلك يطول ولا تسمح لنا هذه الزاوية بهذا الأمر.
فرحم الله السلطان عبدا لحميد الذي ظل وفيا لأمته إلى آخر الرمق وقد وافاه الأجل في 10شباط عام 1918 م .