محمد عبدالقدوس
عندما تزوجت من شريكة عمري قبل ما يقرب من نصف قرن قامت ضجة كبرى وأصبحت حديث المجتمع وتوقع الكثيرون فشل هذا الزواج سريعاً !! والسبب أن من أختارها قلبي ابنة عالم جليل هو الشيخ “محمد الغزالي” رحمه الله بينما أنا وأفتخر دوماً نجل “إحسان عبدالقدوس” ربنا يرحمه أو “سانو” كما كان يعرف في أسرته والمقربين منه .. وتساءل الجميع كيف يستقيم هذا الزواج ؟
إزاي يجتمع دنيا “إحسان عبدالقدوس” مع عالم الشيخ “الغزالي” ؟؟ إنه مثل إجتماع الشمس مع القمر !!
أو الشرق مع الغرب !! وزاد الطين بلة أن هناك كتابات قديمة لشيخنا الجليل يهاجم فيها حبيبي ويتهمه بأنه يحرض البنات على الفساد بالقصص التي ينشرها !!
وزادت الأمور غرابة أنني تزوجت في منزل والدي وأقيم معه ولن أتركه أبدا بطلب منه ، وطلب مني وإلحاح من ست الحبايب أمي الغالية ..يعني إذن لن أنفصل بعد زواجي عن عالم “إحسان عبدالقدوس” وأعيش مستقلا بل أنا جزء من عالمه داخل بيتنا ..
وساعد على نجاح هذا الزواج والحمد لله أن الكبير كبير طول عمره !! حبيبي “سانو” شجعني عليه بعدما علم برغبتي في الزواج من أبنة عالمنا الجليل ولم يمانع أبدا ، ومن جهة أخرى وافق شيخنا الجليل على زواجنا ، فأنا تلميذه من زمان ويعرفني جيدا .. ولم يلتفت إلى الأقوال التي تحذره من ذلك خاصة وأن أبنته -زوجتي- ستعيش معي في منزل “إحسان عبدالقدوس” ويمكن أن يكون لهذا الأمر تأثير بالغ في تغيير شخصيتها !!
والحمد لله أنتصر زواجنا على كل هذه المخاوف والأهم من ذلك أن هناك تقارب كبير كان موجوداً وشهد عليه الجميع بين الرجلين العظيمين ..فالشيخ الجليل عنده قدرة فائقة على استيعاب غيره .. وأبي حبيبي “سانو” نشأته الأولى كانت في بيئة جده المتدينة بالعباسية ..فالإيمان عنده قوي لكن عنده أسئلة كثيرة جداً جداً حول التعاليم الدينية وتفسير القرآن والسنة النبوية ، وما يحدث للإنسان بعد الموت وحياته الجديدة عند ربنا والجنة والنار الخ ….وكان شيخنا يستقبلها بمنتهى الهدوء ويجيب عليها مع أن أي عالم آخر يمكن أن يغضب منها ويشكك في مدى إيمان صاحبها !!
لكن الجلسات التي جمعت “سانو والغزالي” مختلفة ، وهي بين صديقين ، ولا غرابة أن يقول كل منهما ما في قلبه دون حرج ..
وكان حبيبي أبي يسعد حقا بلقاء الشيخ “الغزالي” ، وهي لقاءات متعددة ..
وهذا المقال الذي بين يديك رأيته مقدمة ضرورية لعرض سؤال من الأسئلة التي طرحها الكاتب الكبير وأجاب عليها الشيخ الجليل ، وهو يتعلق برحمة ربنا وليه جهنم وعقاب ربنا للعصاة في الآخرة ..
وللأسف طالت تلك المقدمة مني فانتظرني غداً بإذن الله للإجابة على هذا السؤال والحوار الجميل الذي دار حوله وتسجد فيه مفاجأة.
محمد عبدالقدوس