حماس تُغيّر أساليبها القتالية في غزة بتكتيكات هجومية جديدة

أكدت مصادر أمريكية وإسرائيلية لوكالة “رويترز” أن حركة حماس قد خسرت ما يقرب من نصف مقاتليها خلال الحرب المستمرة منذ ثمانية أشهر، مما دفعها إلى تغيير أساليبها القتالية اعتمادًا على التكتيك والهجوم من أجل إعاقة محاولات إسرائيل للسيطرة على قطاع غزة.
وبحسب ثلاثة مسؤولين أمريكيين كبار مطلعين على التطورات في ساحة المعركة، فقد انخفض عدد مقاتلي حماس إلى ما بين 9 آلاف و 12 ألفًا، مقارنةً بتقديرات أمريكية سابقة أشارت إلى أن عددهم يتراوح بين 20 ألفًا و 25 ألفًا.
وأوضح أحد المسؤولين أن مقاتلي حماس يتجنبون الدخول في اشتباكات طويلة مع تقدم القوات الإسرائيلية داخل مدينة رفح جنوب القطاع، ويفضلون الاعتماد على نصب الكمائن واستخدام القنابل البدائية.
وأكد سكان غزة، مثل وسام إبراهيم، على ملاحظة تغيير واضح في أساليب القتال، مشيرًا إلى أن مقاتلي حماس كانوا سابقًا يواجهون القوات الإسرائيلية مباشرةً عند توغلها في مناطقهم، لكنهم حاليًا ينتظرون تمركزهم قبل نصب الكمائن والهجمات.
وأكد المسؤولون الأمريكيون، الذين طلبوا عدم الكشف عن أسمائهم، أن هذه الأساليب الجديدة قد تساعد حماس على استمرار الصراع لشهور أخرى، مدعومةً بالأسلحة المهربة عبر الأنفاق وغيرها من الأسلحة المُعاد استخدامها من الذخائر التي لم تنفجر أو التي تم الاستيلاء عليها من القوات الإسرائيلية.
وقد بنت حركة حماس على مدى سنوات شبكة من الأنفاق تحت الأرض تبلغ طولها 500 كيلومتر، تعادل نصف طول شبكة مترو نيويورك، مزودةً بتجهيزات مياه وكهرباء ونظام تهوية، وتضم قادة حماس ومراكز القيادة والتحكم ومستودعات الأسلحة والذخيرة.
أعلن الجيش الإسرائيلي الأسبوع الماضي عن استيلاءه على كامل الحدود البرية بين غزة ومصر لمنع تهريب الأسلحة، مشيرًا إلى العثور على حوالي 20 نفقًا تستخدمها حماس لنقل الأسلحة إلى القطاع.
وتؤكد واشنطن وحلفاؤها في المنطقة العربية على العمل على خطة لما بعد الصراع في قطاع غزة تتضمن جدول زمني محدد وغير قابل للتغيير لإنشاء دولة فلسطينية، بينما لا تزال كيفية تجاوز رفض نتنياهو المتكرر لحل الدولتين غير واضحة.