شاهد على اهتمام سيدات مصر بعمارة المساجد.. أنشأته السلطانة خوندا أصلباى فى عهد ابنها السلطان الناصر.. وتم إغلاقه لمدة 7 سنوات وأعيد ترميمه وافتتاحه عام 2019..
يعتبر مسجد قايتباى واحدا من أهم المساجد الأثرية التى تتبع الآثار الإسلامية بمحافظة الفيوم، ويزيد عمره عن 500 عام، ويتردد عليه المئات من أبناء الفيوم الذين يشعرون فيه بجمال العمارة الإسلامية، خاصة بعدما أغلق 7 سنوات ثم تم ترميمه وأعيد افتتاحه فى عام 2019 ليستقبل المصلين من مختلف قرى ومراكز المحافظة.
ومسجد قايتباى، وفقا للنصوص الموجودة على مدخله، أنشأته السلطانة خوندا أصلباى، زوجة السلطان قايتباى بإشارة من الشيخ عبد القادر الدشطوطى فى زمن ابنها السلطان الناصر محمد ابن قايتباى 901 -904 هـ /1495- 1498.
وعن موقع المسجد المميز بمدينة الفيوم، فهو يطل على بحر يوسف، ويقع المسجد فى أقصى الطرف الشمالى للقسم الغربى من مدينة الفيوم، ويحده من الجهة الجنوبية الغربية شارع سوق الصوفى، ومن الجهة الشمالية الغربية شارع المدينة الرئيسى الواقع على الضفة الغربية لبحر يوسف، أما الجانبان الآخران فيجاورهما مجموعة من المنازل، وقد كان المسجد قديما يقع نصفه الشمالى الغربى على بحر يوسف فوق قنطرة بفتحتين غير أنه فى سنة 1887م حدث تصدع هذا الجزء وانهار نصفه المقام على القنطرة، وقد قامت لجنة حفظ الآثار بالحفاظ على الأجزاء الباقية من الجامع وأصبحت مساحته مقصورة على الجزء المتبقى المقام على الأرض.
والوصف المعمارى للجامع فى الوقت الحالى من الخارج يشمل الواجهة الشمالية الغربية، وهذه الواجهة طولها 14.10 م وبها 3 دخلات كل منها تدخل عن الجدار بحوالى 10 سم، وتتكون كل دخلة من أعلى من 3 صفوف من “المقرنصات” وبكل دخلة من هذه الدخلات شباك من الخشب الخرط على شكل مصبعات، ويعلو كل شباك عتب مسطح يعلوه عقد عائق، أما الواجهة الشرقية فيبلغ طولها 19.88م وبها 4 دخلات وهى مشابهة فى دخلاتها وشبابيكها فى نفس الواجهة الشمالية الغربية والواجهة الشمالية، وهى محصورة بين الواجهتين الشمالية الغربية والشمالية الشرقية، وبها دخلات لا تختلف عن الدخلات السالفة الذكر، وفتح بها شباك ولكنه لايوجد منه الآن سوى الإطار الخشبى الخارجي.
والواجهة الجنوبية الشرقية بها دخلتان بكل منها شباك ويعلو كل شباك قنديلة بسيطة، وفى منتصف المسافة بين الدخلتين بروز يخرج عن الجدار بمقدار 20 سم، وهذا البروز هو تحديد لموقع المحراب من الخارج والواجهة الجنوبية الغربية لا تمتد على استقامتها كليا، ولكنها تنكسر قليلًا من ناحية طرفها الجنوبى، وتلتقى مع الواجهة الجنوبية الشرقية، وبهذه الواجهة كتلة المدخل الرئيسية، والتى تبرز سمت الجدار بمقدار 1.36 م، والمدخل فى حجر على جانبيه “مكسلتين”، وبصدر هذا الحجر فتحة الدخول، وهى متوجة بعتب مسطح من صنجات معشقة تتبع نظام المشهر (الأبيض والأحمر) يعلوه عقد عاتق مكون من صنجات يحصران بينهما “نفيس” وهو من الحجر مزخرف بزخرفة نباتية مورقة “الأرابيسك”، وعلى جانبى العقد العاتق يوجد رنك كتابى يقرأ فى الوسط “عز لمولانا السلطان الملك الناصر”، ومن أعلى “محمد”، ومن أسفل “عز نصره”، ويعلو العقد العاتق شباك صغير من مصبعات من الحديد، وعلى جانبى الشباك لوحتين مربعتين من الرخام، وهما تعلوان الخرطوشين المستديرين، وعلى كل منهما ثلاث سطور من الكتابة.
ويوجد على عضادتى المدخل شريط كتابى يقرأ “بسم الله الرحمن الرحيم، إنما يعمر مساجد الله من كان يؤمن بالله واليوم الآخر.. أنشا هذا الجامع والقناطر خواندا والدة الملك الناصر أبو السعادات محمد بن قايتباى بإشارة من الشيخ عبد القادر الدشطوطى نفعنا الله ببركاته والمسلمين آمين”، ويغلق فتحة الدخول باب ذو مصراعين من الخشب المصفح بالنحاس.
أما الوصف المعمارى من الداخل، فالجامع قديما يتبع نظام المساجد الجامعة فهو يتكون من صحن أوسط يحيط به أربعة “أيوانات” أكبرها “أيوان” القبلة، أما فى الوقت الحالى فهو عبارة عن صحن مستطيل طوله 16.60 *12.50 م ويشرف عليه كل من “رواق” القبلة والرواق المقابل له ببائكة ذات أربعة عقود موازية لجدار القبلة أما الرواقان الآخران فيشرفان عليه ببائكة ذات ثلاث عقود متعامدة على جدار القبلة وأرضية الصحن منخفضة قليلا عن باقى الأروقة، وكانت مبلطة بالحجر الجيرى بالقرب من الركن الجنوبى الغربى للصحن يوجد فوقه صهريج مياه.
ورواق القبلة يتكون من 3 بلاطات وذلك بواسطة 3 بوائك الأولى والثانية من جهة الصحن من 6 عقود، أما الثالثة فهى من 5 عقود، والعقود تسير موازية لجدار القبلة، يوجد فى وسط البلاطة الأولى من الصحن دكة الملبغ، وهى من الخشب الخرط، ويتوسط جدار القبلة حنية المحراب، وهى نصف دائرية، وكان سقف الجامع قديما من الخشب على هيئة براطيم خشبية مزخرفة بنصوص كتابية.
المسجد-من-الخارج
مسجد-قايتباي-بعد-الترميم
مسجد-قايتباي
منبر-المسجد