“بالنسبة لرؤساء جهاز الأمن في إسرائيل، فلا يوجد أي شكوك على الإطلاق، فالمسألة حول رفح هي متى وليست هل”.. هكذا يقول رئيس قسم الأخبار في صحيفة “يسرائيل هيوم” العبرية أوري داغون، مشيرا إلى أن الهجوم على رفح قادم لا محالة.
لا يوجد لرؤساء جهاز الأمن أي شكوك على الإطلاق. مسألة رفح هي “متى” وليس “هل”. في الأسبوع الذي يحذر فيه كل العالم وينبه دولة إسرائيل إلا تدخل إلى المدينة الأكثر جنوبا في القطاع خوفا من كارثة، في الجيش الإسرائيلي يذكرون: الكل قالوا، “لا تناوروا برا، فالنتائج ستكون رهيبة”، وبعد ذلك قالوا، “لا تدخلوا مدينة غزة والشفاء”، وبعدها صرخوا أن الجيش لن يعود إلى مستوى الأداء ذاته والى الكثافة ذاتها بعد وقف النار – لكن ما حصل في الواقع بات معروفا. كما قالوا، إن الجيش لن يدخل معسكرات الوسط وخان يونس وانه سيكون توقف في حدث يقع فيه مصابون كثيرون، وكان لأسفنا حدث كهذا، ولا تزال أقدام المقاتلين تطأ كل بيت في المدينة.
إذاً، قالوا، وهكذا سيكون في رفح أيضا
“الزمن يعمل لمن يعمل معه”، تقول محافل أمنية رفيعة المستوى في حديث مع “إسرائيل اليوم”. السكان سينقلون، الخيام ستقام في مكان جديد، مراكز المساعدة والمستشفيات المؤقتة التي أقامتها دول أجنبية في رفح ستفكك وتقام في مكان آخر يبقى فيه السكان الغزيون. في رفح يوجد، اليوم، 1.5 مليون نسمة. بعد النقل، سيبقى نحو نصف مليون نسمة. وهو فن حقيقي حين تطوى الصفحة إلى ستة أجزاء – طوينا من شمال القطاع نحو وادي غزة، من هناك إلى مناطق الشاطئ، وبعد ذلك إلى خان يونس والآن السكان في رفح. وهم سينتقلون للتو إلى مكان جديد. هذه ليست مهمة في السماء وبالتأكيد يمكن القيام بها، هكذا يقولون في جهاز الأمن.
لغرض الفهم، قاتل الجيش الإسرائيلي وفكك كتائب “حماس” في شمال القطاع، حين كان يتواجد في المنطقة نحو 300 ألف محلي. رفح ليست شيئا ما لم يحصل في الأشهر الأربعة الأخيرة من القتال. صحيح أنها أكثر تعقيدا بكثير، لكن أربع كتائب “حماس” الكاملة في المنطقة ستفكك.
قبل ثلاثة أشهر، عندما كانت المناورة البرية في بدايتها رُسم الوضع الذي نوجد فيه الآن في القطاع في إحاطة قدمها مصدر امني للصحافيين، “هذا سيستغرق وقتا. عندما يتمكن اللواء من الانتقال من الشمال إلى جنوب القطاع في حركة شبه حرة، وفي فترة زمنية قصيرة سنعرف أننا في المكان الصحيح لنجاح الأهداف التي وضعناها لأنفسنا” – وهذا هو الوضع في غزة الآن. لواء ينفذ في ليلة واحدة ما نفذته فرقة في بضعة أيام. كل السلسلة القيادية لـ”حماس” تقريبا أصيبت. لا يمر أي أمر قتالي من منظمة الإرهاب من فوق إلى تحت، كل شيء يجري في تنظيم محلي في الميدان. قائد وحدة يتخذ القرارات التي كان قائد لواء في “حماس” يتخذها.
ضمان مستقبلنا
في 7 أكتوبر، ضُرب الجيش الإسرائيلي وهُزم. بينما تعيش عائلات المخطوفين والمواطنين هذه المشاعر كل يوم منذئذ، لدى قادة الجيش ثمة مثابة فقاعة قتالية بدأت غداة الإخفاق وفيها يفكك الجيش تقريبا كل قدرات “حماس”. قدرات القيادة والتحكم سحقت، لا يوجد مرور حر للسكان من الجنوب إلى الشمال، بينما 25% فقط من السكان بقوا في أماكنهم. كل صور حفظ النظام المزعوم في القطاع، هي عرض لدقيقتين أمام كاميرا محلية – وفور ذلك هم يصفون أو يفككون وحدهم.
لكن في الفقاعة القتالية أيضا من واجب القادة أن يذكروا الهدف الأكثر جدارة وسموا أكثر من أي هدف آخر – ألا وهو إعادة المخطوفين. في جهاز الأمن يعملون من خلال حرب عنيدة، مع مناورة برية مهمة وبالتشديد على عدم المهاجمة بأي شكل كان المناطق التي بتقدير الاستخبارات يوجد فيها مخطوفون – وكل ذلك في ظل التخطيط والتنفيذ غير المتوقفين.
هذا هو الواجب الأخلاقي الأكبر للجيش في أن يحقق النتائج بينما المستوى السياسي ملزم بأن يعرف كيف يستخدمها أيضا في المفاوضات لإعادة المخطوفين إلى البلاد وضمان مستقبلنا عشرات السنين إلى الأمام.